شهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا مكثفًا يوم أمس واليوم، تزامناً مع تزايد الأحاديث عن تقدم محتمل في مفاوضات الهدنة وصفقة تبادل الأسرى. وقد دوّت صافرات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة وتل أبيب والقدس المحتلة إثر إطلاق صواريخ من القطاع واليمن.
– التصعيد الميداني في غزة
تحدث محمود بصل، المتحدث باسم المديرية العامة للدفاع المدني بغزة، عن “يوم دام وصعب” شهدته مدينة غزة منذ فجر أمس. تم استهداف أكثر من 25 منزلًا بشكل مباشر وخمس تجمعات للمواطنين، مما أسفر عن ارتقاء نحو 70 شهيدًا بينهم أطفال ونساء، وأكثر من 200 مصاب. كما لا تزال فرق الإنقاذ تعمل على انتشال عالقين تحت أنقاض المنازل المدمرة.
وقد تواصل القصف الإسرائيلي المكثف على مناطق متفرقة في قطاع غزة، خاصة في خانيونس وحي الزيتون والشجاعية، وشمل غارات جوية عنيفة وقصفًا مدفعيًا. وسجلت مستشفى العودة والمستشفى الأهلي في النصيرات وصول عدد من الشهداء والجرحى جراء استهداف منتظري المساعدات قرب محور نتساريم. وأعلنت مستشفيات قطاع غزة عن ارتفاع أعداد الشهداء في خانيونس إلى 24 شهيدًا منذ فجر اليوم.
– مجازر استهداف منتظري المساعدات
تكررت حوادث استهداف المدنيين المنتظرين للمساعدات، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين. أفادت تقارير باستشهاد 10 أشخاص على الأقل في استهداف جنوب وادي غزة، و7 شهداء آخرين في شمال المحافظة الوسطى، بالإضافة إلى شهداء وإصابات في استهدافات متفرقة عند نقاط توزيع المساعدات. هذه الاستهدافات أثارت إدانات دولية.
– تطورات محادثات الهدنة وصفقة التبادل
تكتسب محادثات الهدنة في غزة زخمًا إيجابيًا، حيث أشارت مصادر إسرائيلية ودولية إلى إحراز بعض التقدم. وقد ذكرت القناة 12 العبرية أن “اختراقًا حقيقيًا” يلوح في الأفق قد يؤدي إلى استئناف المفاوضات خلال أيام. ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، فإن إسرائيل باتت أكثر استعدادًا للنظر في صيغ لم تكن تقبلها سابقًا، خاصة فيما يتعلق بتقديم ضمانات لإنهاء الحرب. يُعزى هذا التغير في الموقف إلى ضغط أمريكي كبير وضغط قطري على حماس.
أفادت صحيفة i24 وأكسيوس أن قطر قدمت اقتراح وساطة جديدًا لإسرائيل وحماس، مبنيًا على خطة “ويتكوف” مع تعديلات بسيطة. هذا الاقتراح يتيح فرصة للانتقال لمحادثات غير مباشرة.
– تصريحات سياسية ومستقبل الحرب
دونالد ترامب: صرح بأن ممثليه عقدوا اجتماعًا “طويلًا ومثمرًا” مع الإسرائيليين بشأن غزة، مؤكدًا أن إسرائيل وافقت على شروط وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وأن العمل سيستمر مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب. وأعرب عن أمله في أن تقبل حماس هذا الاتفاق.
وزير خارجية إسرائيل: أكد أن وقف الحرب في غزة مرهون بإطلاق سراح المختطفين وإلقاء حماس السلاح، داعيًا العالم لدعم المبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار.
نتنياهو: وفقًا لقناة كان العبرية، يدرس نتنياهو صيغة مخففة لإنهاء الحرب في غزة، وقد تُطرح خطة إقليمية كجزء من وقف إطلاق النار.
وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس: توعد بضرب الحوثيين في اليمن بعد ضرب إيران، مشيرًا إلى أن “اليد التي ترفع على إسرائيل، سنقطعها”.
تُظهر هذه التطورات المشهد المعقد في المنطقة، حيث تتداخل العمليات العسكرية مع الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل. هل تعتقد أن هذا الزخم الإيجابي سيؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة؟
