Hot eventsأخبارأخبار سريعةصحافة وإعلام

عين الحدث الإفريقي | تحليل شامل لأبرز أخبار اليوم الاحد 07_07_2025

اعداد وتحرير: مصطفى بوريابة
يستهل المغرب أسبوعه الجديد، يوم الإثنين 7 يوليو 2025، بسلسلة من الأحداث الهامة والقرارات الاستراتيجية التي تعكس ديناميكية المملكة على مختلف الأصعدة. فمن تعزيز العلاقات الدولية ومكاسب الدبلوماسية، مرورًا بالتخطيط المستقبلي للتعليم والرياضة، ووصولًا إلى مبادرات اقتصادية واجتماعية تعزز التنمية الشاملة، تبدو ملامح الأسبوع واعدة ومحمّلة برسائل داخلية وخارجية في آنٍ معًا.

وفي هذا السياق، وتأكيدًا لدور المملكة الفاعل على الساحة الإفريقية، شاركت القوات المسلحة الملكية، بناءً على تعليمات ملكية سامية، في الاحتفالات الرسمية بالذكرى الخمسين لاستقلال جمهورية القمر الاتحادية. وقد تألفت التجريدة المغربية من فرقة تابعة للواء الثاني للمشاة المظليين، وشاركت في الاستعراض العسكري الذي أقيم أمس الأحد بالعاصمة موروني، الأمر الذي يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، ويكرّس البعد التضامني في علاقات المغرب مع شركائه الأفارقة.

وعلى صعيد متصل، جرى إعادة انتخاب المملكة المغربية عضوًا في مجلس منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، لولاية جديدة تمتد حتى عام 2029، وهو ما يؤكد الثقة الدولية المتجددة في الدور المغربي داخل المنظمات الأممية. كما توّج هذا الحضور الدولي بافتتاح سفارة جمهورية الإكوادور في الرباط، في خطوة تاريخية جاءت عقب قرار الإكوادور قطع علاقاتها مع “الجمهورية الصحراوية” المزعومة، مما يعزز مكانة المغرب الدبلوماسية ويدعم موقفه الإقليمي.

وفي السياق ذاته، تعكس مشاركة وفود من عدة دول إفريقية في زيارة دراسية حول الرقمنة بالمغرب، التزام المملكة بتعزيز التعاون جنوب-جنوب ورغبتها في لعب دور ريادي في بناء منظومة رقمية إفريقية متضامنة. ويتعزز هذا الدور مع تولي وكالة التنمية الرقمية المغربية رئاسة المجلس الإفريقي للمؤسسات والوكالات الرقمية منذ يونيو 2023، مما يمنح المغرب موقعًا قياديًا في مسار التحول الرقمي القاري.

وبالانتقال إلى الشأن الداخلي، وضمن رؤية إصلاحية شاملة، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن الانطلاقة الفعلية والإلزامية للموسم الدراسي 2025-2026 ستكون ابتداءً من 8 سبتمبر لجميع أسلاك التعليم، مع التحاق أطر وموظفي هيئة التربية والتعليم ابتداءً من فاتح الشهر ذاته، في خطوة تهدف إلى تعزيز الانضباط الزمني وتحسين الجاهزية التربوية.

وفي الوقت ذاته، تواصل الحكومة جهودها في القطاع الصحي، حيث كشفت عن خطة طموحة لتفعيل القانون المتعلق بالوظيفة الصحية، بهدف معالجة الخصاص وتعزيز الخدمات، بما يتماشى مع الإصلاحات الكبرى التي يقودها الملك. وتشمل هذه الخطة تعزيز التدريب والاستثمار في القطاع، وقد أسفرت عن زيادة بنسبة 88% في عدد المقاعد البيداغوجية بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان مقارنة بسنة 2019. كما استفاد 450 شخصًا من حملة طبية جراحية تضامنية لعلاج مرض الساد (الجلالة) بسطات، بتنظيم من مؤسسة البصر العالمية، في تجسيد عملي للبعد الإنساني في السياسات الصحية.

أما في الشق المالي، فقد أكد والي بنك المغرب أنه لا تحرير كامل لصرف الدرهم في الأفق، مشيرًا إلى أن الشروط الأساسية للمضي في هذه المرحلة غير متوفرة حاليًا، وأن هذا الموقف يستند إلى معايير واقعية ترتبط بالبنية الاقتصادية الوطنية وجاهزية الفاعلين. ويأتي هذا الموقف في وقت صادق فيه مجلس الحكومة على مشروع مرسوم يحدد المبلغ الأقصى للسلفات الصغيرة وأسقف الأموال المتلقاة من مؤسسات التمويلات الصغيرة، وذلك في خطوة هامة تستهدف دعم أصحاب الدخل المحدود وتحسين الاندماج المالي.

ورغم ما تُسجله المالية التشاركية من نمو ملحوظ، إلا أنها لا تزال تواجه تحديات تعيق بلوغها أقصى إمكاناتها، وفقًا لما كشفه عدد من الخبراء الدوليين، الذين دعوا إلى ضرورة تعزيز البيئة التنظيمية وتوسيع قاعدة المنتجات المعروضة.

وعلى المستوى الاقتصادي، تواصل المؤشرات تسجيل أداء إيجابي، حيث شهدت بورصة الدار البيضاء خلال النصف الأول من سنة 2025 أداءً استثنائيًا، وُصف بالأفضل منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، في ظل عودة المستثمرين الأجانب وتحسن الوضعية المالية للشركات المدرجة.

وفي الإطار نفسه، يُراهن المغرب على تطوير السكك الحديدية من خلال “خطة سكك حديد المغرب 2040” التي تتضمن استثمارات ضخمة تهدف إلى ربط 43 مدينة وتحسين جودة حياة المواطنين، وهو ما من شأنه أن يجعل من المملكة مركزًا إقليميًا بارزًا في مجال النقل السككي.

أما في ميدان التجارة، فقد حقق المغرب إنجازًا لافتًا بتصدير نحو 1.18 ألف طن من الأفوكادو إلى كندا بقيمة 3.7 ملايين دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من موسم 2024/2025، في مؤشر واضح على تنامي حجم صادرات المملكة نحو الأسواق الخارجية.

غير أن التحديات لا تغيب عن الساحة الاقتصادية، إذ كشف تقرير صادر عن مجلس المنافسة عن ارتفاع هوامش الربح في المنتجات الغذائية وممارسات غير تنافسية من بعض الموزعين التقليديين والعصريين، ما أدى إلى رفع أسعار البيع، وهو ما دفع المجلس إلى الدعوة لإصلاح شامل في منظومة التوزيع من أجل تعزيز الشفافية وتكافؤ الفرص.

ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية عن إنهاء العمل بالرخص الاستثنائية في التعمير، مؤكدة أن الأراضي العمومية ستُخصص حصرًا للاستثمارات المنتجة والمناطق الصناعية، وذلك في مسعى جاد للحد من التحايل على القانون وتوجيه العقار لخدمة التنمية.

وبالانتقال إلى الميدان الرياضي، نوّه رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، بتنظيم المغرب لبطولة كأس إفريقيا للأمم للسيدات لكرة القدم، المقامة حتى 26 يوليو الجاري، مؤكدًا أنها ستبقى في الذاكرة مقارنة بالنسخ السابقة، ومشيدًا في الوقت ذاته بدعم الملك والشعب المغربي لهذا الحدث القاري.

وفي الجانب المجتمعي، سُجل للمغرب حضورٌ مميز ضمن قائمة أفضل دول العالم لتحقيق التوازن بين العمل والحياة لسنة 2025، حيث حلّ في المرتبة 51 عالميًا والرابعة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما يعكس بيئة اجتماعية مستقرة تدعم العيش الكريم والعمل الآمن.

وفي السياق البيئي، تم رفع شارة “اللواء الأزرق” الدولية على 4 شواطئ بمدينة المضيق والميناء الترفيهي “مارينا سمير” للمرة الرابعة، وهو اعتراف دولي بجودة المعايير البيئية والصحية التي تعتمدها الجماعات المحلية.

أما على المستوى الثقافي، فقد احتضنت مدينة الرباط يومًا دراسيًا حول “منظومة صناعة الكتاب: من التأليف والطباعة إلى النشر والتوزيع والتسويق”، حيث ناقش المهنيون تحديات القطاع واقترحوا جملة من الحلول، من بينها التنسيق بين الفاعلين، وإصدار قانون شامل للكتاب، وإطلاق حملات وطنية لتشجيع القراءة، مع الدعوة إلى تسخير التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في خدمة هذا المجال الحيوي.

وأخيرًا، تراهن المدن المغربية، الساحلية منها والداخلية، على تنظيم مهرجانات ومعارض وتظاهرات فنية وثقافية ورياضية خلال فصل الصيف، باعتبارها رافعة أساسية لتحريك الاقتصاد المحلي وإنعاش السياحة الداخلية والتعريف بالتراث الوطني. غير أن فاعلين جمعويين أشاروا إلى أن تحقيق الأثر التنموي لهذه التظاهرات يظل مشروطًا بتجاوز مجموعة من الإكراهات، من أبرزها نقص الدعم المالي، وسوء التخطيط، وضعف تأهيل المرافق السياحية، إضافة إلى تسييس بعض الفعاليات، داعين في هذا الصدد إلى بلورة استراتيجية وطنية متكاملة تراعي الزمان والمكان والجدوى الاقتصادية والثقافية الحقيقية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button