Hot eventsأخبارأخبار سريعةثقافة و فن

خواطر : عبد السلام الزروالي

في كل يوم نؤجّل أشياء نحبها، نؤجّل التعبير عن مشاعرنا، نؤجّل حتى سعادتنا، وكأننا نملك العمر كله. ثم فجأة نجد أنفسنا أمام لحظة لا تصلح فيها أي مواعيد مؤجّلة، حينها فقط ندرك أن الحياة لم تكن تنتظرنا. لا شيء يبقى كما هو، إذ تمضي بنا السنين لنجد أنفسنا نعيش حياةً لا شيء فيها مما تمنيناه. حياتنا تتأرجح بين واقعٍ فُرض علينا وأحلامٍ فرت منا، بين ذكرياتٍ نحيا بها ومشاعر نحاول الهروب منها.

تمضي حياتنا بين فرصٍ تضيع وذاكرةٍ تبكي على الأطلال. مؤسف أنها تمضي ولا ندرك أننا فقدنا الكثير منا في محطات العمر إلا بعد فوات الأوان، فاليوم نملك الكثير من الأشياء، وغدًا قد لا نملك حتى أنفسنا. كم شخصًا كان هنا بالأمس، واليوم اختفى نهائيًا، كم ضحكة سمعناها ثم تحوّلت إلى صمتٍ قاتم، كم قلبًا ظننا أنه لن يتغير، لكنه خذلنا في النهاية.

إن الحياة ستسلب منا أشياءً كنا نظن أننا لا نستطيع العيش بدونها، وستُرينا كيف يرحل الجميع، كيف يختفي الأمان، وكيف تصبح الذكريات مجرد صور باهتة في الذاكرة.

اللهم اجعل نطقنا ذكرًا، وصمتنا فكرًا، ونظرنا عبرة، ولا تجعلنا ممن أطال الأمل وأسـاء العمل وأكثر الجدل، واجعلنا ممن سمع الحكمة فوعى، واتبع الصراط فنجا.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button