انتقادات تطال نواب برلمانيين.. فازوا ثم غابوا

على ما يبدو أن البعض من النواب البرلمانيين على صعيد عمالة وجدة أنجاد، لم يستوعبوا بعد دور المنتخب البرلماني، والذي يتمحور بالأساس في تمثيل المواطنين في البرلمان، بمعنى العمل على إيصال هموم وانشغالات الساكنة الى قبة البرلمان من خلال أسئلة كتابية أو شفوية يتم توجيهها الى الحكومة. أيضا هناك المهام التشريعية، التي ترتكز بالأساس على المساهمة الفعالة والجادة في الشق المرتبط بمسألة تشريع القوانين التي تتطلب جدية المنتخب البرلماني وحضوره الدائم في جلسات المناقشة سواء داخل اللجان الدائمة أو بالمجلس. وهناك أيضا ممارسة دور الرقابة على الحكومة، وما أدراك ما مصطلح الرقابة، ونتحدث عن هذا المبدأ ودور النائب البرلماني سواء كان منتميا للأغلبية أو المعارضة، ولايكتفي أو يقتصر دور النائب المنتمي للحزب المسير للأغلبية في الدفاع عن الحزب او الحكومة بل من واجبه ممارسة الرقابة بما يحمله المصطلح من معان متعددة..
هؤلاء النواب المعنيين، لخصوا دورهم النيابي التمثيلي، التشريعي، والرقابي، وقبل هذا التواصلي مع الساكنة، في الإقتصار فقط على “بريستيج”، وحمل شارة “البرلمان”، وارتداء بذلة وحضور أنشطة رسمية لا غير.. الأمر الذي يؤكد أن مثل هؤلاء النواب همهم الوحيد كان منذ التفكير في الدخول إلى غمار الاستحقاقات البرلمانية، هو الوصول الى المقعد البرلماني والحصول على أجر مريح وجلسة مريحة بمقعد “مغلف بالقاطيفة باش ما يندبرش”..
ولعل ما يؤكد هذا أيضا، الحصيلة الصفر التي تميز مسيرتهم منذ ولوجهم قبة البرلمان، وحملهم صفة ممثلي الأمة التي تبدو أنها صفة لا نقول لا تليق بهم، وإنما ليست على مقاسهم، أو ليسوا أهلا لها، لعدم وعيهم واستيعابهم المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقهم.
وهو الأمر الذي خلف حالة من الاستياء لدى عموم المواطنين الذين عجبوا لمثل هؤلاء الذين منحوهم أصواتا من أجل الدفاع عن مشاكلهم وهمومهم، غابوا عن الساحة، عن الساكنة بل حتى عن البرلمان..فهل لمثل هؤلاء كما نقول بالدرجة المغربية، “الوجه باش يقابلوا الساكنة..”
الأمر الذي يجعلنا نطرح سؤالا جوهريا: هل ستعاود الأحزاب السياسية نفس الخطأ وتقدم لنا وجوها تغيب سنوات، وتعود في آخر لحظة تحمل معها تزكية من الرباط دون العودة الى القواعد، ولا حتى دون تقييم حصيلة هذا المنتخب البرلماني؟