ميامي تحتفي بروابط متجددة مع المملكة المغربية: عيد العرش يصبح يوما رسميا في ميامي-ديد

في خطوة دبلوماسية لافتة تكرس حضور المغرب المتنامي في الساحة الأمريكية، نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بميامي،يوم الأربعاء 30 يوليوز 2025، حفلا رسميا مهيبا بمناسبة الذكرى الـ26 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه المنعمين.
وقد عرفت هذه المناسبة حضور شخصيات وازنة من المسؤولين المحليين في ولاية فلوريدا،ورؤساء المراكز القنصلية بميامي إلى جانب نخبة من رجال الأعمال والمثقفين والإعلاميين والرياضيين،فضلا عن مشاركة نوعية لأفراد الجالية المغربية المقيمة بجنوب شرق الولايات المتحدة،الذين جاؤوا للاحتفال بهذا الحدث الوطني الكبير في “بوابة الأمريكيتين”.
حضور دبلوماسي استراتيجي يربط إفريقيا بالأمريكيتين
تزامن هذا الاحتفال مع مرور شهر ونصف فقط على افتتاح القنصلية العامة المغربية في ميامي،وهو ما يعطي بعدا إضافيا لأهمية هذا التواجد المغربي في قلب فلوريدا. وفي كلمتها بالمناسبة،شددت القنصل العام شفيقة الهبطي على أن افتتاح القنصلية يترجم إرادة المملكة في تعميق الحوار الدولي والانفتاح المتجدد على الأمريكيتين انطلاقا من رؤية استراتيجية تجعل من إفريقيا ركيزة أساسية للدبلوماسية المغربية.
وأكدت الهبطي أن السياسة الخارجية للمغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس تقوم على الفعل الميداني لا الاكتفاء بالخطاب مشيرة إلى أن المغرب لا يتحدث عن إفريقيا فقط،بل يتحدث مع إفريقيا ولأجلها باعتباره جزءا لا يتجزأ منها.
عيد العرش… من المغرب إلى ميامي-ديد
في مبادرة رمزية تؤكد عمق علاقات الصداقة والتعاون بين المغرب والولايات المتحدة،أعلن مسؤولو مقاطعة “ميامي-ديد”، أكبر مقاطعات ولاية فلوريدا،يوم 30 يوليوز 2025 يوما رسميا للاحتفال بعيد العرش المغربي.
وخلال تلاوة الإعلان الرسمي،أوضحت المديرة المساعدة للتنمية الاقتصادية في المقاطعة،ماريا دريفوس-أولفرت أن هذا اليوم يمثل رمزا للوحدة الوطنية المغربية ويجسد مسارا مستمرا نحو التنمية والتقدم تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. وأشارت إلى أن الاحتفالات تشمل فعاليات ثقافية وفنية تعكس غنى التراث المغربي وتنوعه.
كما دعت دريفوس-أولفرت سكان ميامي-ديد للمشاركة في هذه الاحتفالات، معتبرة أنها فرصة لتعزيز قيم الاحترام المتبادل والتبادل الثقافي بين مختلف الجاليات.
علاقات تاريخية وشراكة اقتصادية في توسع مستمر
سلط المدير التنفيذي لـ”ائتلاف التجارة الدولية لمقاطعة ميامي-ديد” جيرارد فيليبو،الضوء على متانة العلاقات الاقتصادية المغربية الأمريكية موضحا أن المبادلات التجارية بين المغرب والمقاطعة تجاوزت عام 2024 سقف 100 مليون دولار،ضمن إجمالي مبادلات تتجاوز 7.2 مليار دولار بين المغرب والولايات المتحدة.
وتشمل هذه المبادلات قطاعات حيوية مثل النسيج -الإلكترونيات -الصناعات الغذائية والآليات مما يعكس التكامل المتنامي بين ميامي-ديد كبوابة اقتصادية نحو الأمريكيتين والمغرب كبوابة استراتيجية تربط إفريقيا بأوروبا والشرق الأوسط.
كما أكدت الهبطي أن مهام قنصلية ميامي لا تنحصر في خدمة الجالية المغربية فحسب، بل تمتد إلى بناء شراكات جديدة قائمة على قيم التفاهم والاحترام والتعاون المثمر مع مختلف مكونات المجتمع الأمريكي.
يظهر هذا الحفل الدبلوماسي وغيره من المبادرات أن المملكة المغربية لا تنظر إلى علاقاتها الدولية كإطار بروتوكولي فحسب،بل كوسيلة لبناء جسور حقيقية بين الشعوب والثقافات والاقتصادات.وإعلان عيد العرش يوما رسميا في ميامي-ديد يشكل دليلا ملموسا على عمق هذه الروابط واستشرافا لمستقبل يحمل المزيد من التعاون بين المغرب والولايات المتحدة،في ظل رؤية دبلوماسية مغربية ديناميكية تعطي الأولوية للتقارب الإنساني والثقافي والاقتصادي على حد سواء.



