غير مصنف

المغرب يحتفل بثقة العالم: دعم دولي متواصل.. إصلاحات متقدمة ونجاحات تنموية متلاحقة

في أجواء مفعمة بالفخر الوطني والتفاعل الدولي، تتواصل احتفالات الذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، حيث توالت برقيات التهاني التي تُجسّد مكانة المملكة الإقليمية والدولية، من ضمنها رسالة تهنئة من الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عبّر فيها عن أطيب الأمنيات لجلالة الملك بدوام الصحة والتوفيق، وللمغرب بمزيد من التقدم والازدهار تحت قيادته الرشيدة. في السياق ذاته، شكّلت احتفالية أقيمت بالعاصمة الشيلية سانتياغو فرصة للتأكيد على تقارب سياسي متزايد بين المغرب والشيلي، حيث أبرزت السفيرة كنزة الغالي دعم هذا البلد الجنوب أمريكي لمغربية الصحراء ومبادئ احترام السيادة الوطنية.

وفي تجلٍّ إنساني يعكس عمق الالتزام المغربي تجاه القضايا العادلة، نالت المبادرة الملكية القاضية بإرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى سكان غزة إشادة كبيرة من المفتي العام للقدس، الشيخ محمد حسين، الذي وصفها بتجسيد حيّ للتضامن المغربي الدائم والصادق مع الشعب الفلسطيني في محنته المتفاقمة.

دبلوماسيًا، وضمن دينامية الحوار الليبي، جددت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، هانا سيروا تيتيه، عقب لقائها بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إشادتها بالدور البنّاء للمغرب في تيسير الحوار الليبي الليبي، مؤكدة أن المملكة تواصل دعمها الثابت لاستقرار ليبيا والمنطقة المغاربية.

وفي سياق متصل، وفي حوار مع صحيفة “الوطن” الجزائرية، جدّد مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الموقف الأمريكي الداعم بقوة لمغربية الصحراء، معتبراً أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تشكل الإطار الوحيد الواقعي والمقبول لتسوية هذا النزاع، في تصريح يعكس استمرار دعم واشنطن للموقف المغربي، رغم التوترات التي يثيرها ذلك في الجزائر.

أما اقتصاديًا، فتُواصل المملكة تحقيق مؤشرات إيجابية في أكثر من قطاع، إذ أظهر التقرير السنوي للاستقرار المالي تراجع معدل مديونية الأفراد إلى 34% خلال 2024، في حين عرفت الموانئ المغربية نموًا ملحوظًا بنسبة 11,6% خلال الفصل الأول من 2025، لتصل إلى 130 مليون طن، مدفوعة بارتفاع نشاط المسافنة والتجارة الوطنية.

وفي سوق الشغل، كشفت معطيات المندوبية السامية للتخطيط عن تراجع معدل البطالة إلى 12.8%، مقابل 13.1% في الفترة نفسها من السنة الماضية، مما يعكس تحسنًا تدريجيًا في دينامية سوق العمل، خاصة في المناطق القروية، التي استفادت من برامج دعم التشغيل.

وفي تعليقه على هذه المؤشرات، رأى الخبير الاقتصادي بدر الزاهر الأزرق أن الخطاب الملكي الأخير تضمّن دعوة صريحة لإطلاق جيل جديد من برامج التنمية لتقليص الفوارق وتحقيق العدالة الاجتماعية، بينما اعتبر الباحث محسن الجعفري أن هذا الخطاب يُمهّد لرؤية جديدة في السياسات العمومية المنصفة والمستجيبة لحاجيات المواطن المغربي.

على مستوى التعليم، حقق المغرب مرتبة متقدمة قارياً، حيث صُنّف ثانيًا في إفريقيا من حيث جودة النظام التعليمي حسب تصنيف “ذا أفريكان إكسبوننت”، وهو ما اعتبره الأستاذ محمد أبيهي نتيجة للإصلاحات العميقة التي عرفها القطاع، خاصة في مجالات التكوين، الرقمنة، وتقليص الفوارق المجالية.

وفي المجال الصحي، سُجّل تقدم لافت في مجال الصحة النفسية للشباب، حيث أدرج المغرب ضمن أفضل عشر دول إفريقية في هذا الجانب، بفضل إدماج الدعم النفسي في المؤسسات التعليمية وتنظيم حملات التوعية، ما ساعد في تحسين التشخيص المبكر والاستجابة للحاجيات النفسية لهذه الفئة.

أما على مستوى التحول الرقمي، فقد شدد الأمين العام للحكومة، محمد حجوي، على ضرورة اعتماد الذكاء الاصطناعي في الإدارة العمومية كخيار استراتيجي، معلنًا عن إحداث مديرية خاصة بالرقمنة ضمن مشروع “المغرب الرقمي 2030″، بهدف تحسين الأداء الإداري والخدمات المقدمة للمواطنين.

وفي سياق دعم التجارة، تعمل الحكومة على إعداد دراسة خاصة بالتجارة الإلكترونية لرفع تنافسية السوق المغربي، حيث أعلن الوزير رياض مزور عن برامج مواكبة للتجار الصغار من أجل تمكينهم من التواجد الرقمي عبر منصة MRTB، إلى جانب دعم المقاولات الناشئة لولوج فضاءات رقمية أوسع.

ثقافيًا، عاشت مدينة شفشاون لحظات فنية راقية خلال فعاليات ملتقى “أندلسيات”، حيث شددت مداخلات المشاركين في ندوة خاصة على أهمية المدينة كفضاء إلهام للفنانين والأدباء، ومثال حيّ للتنوع الثقافي المغربي المتجذر.

وفي مجال التكوين العالي، حقق 24 تلميذًا مغربيًا إنجازًا متميزًا بقبولهم في المدرسة متعددة التقنيات بباريس، وهو ما يعكس جودة التكوين العلمي والتميز الأكاديمي للمواهب المغربية على الساحة الدولية.

من جهة أخرى، احتضنت مدينة سلا حفل تكريم مؤثر لفائدة 64 خريجًا من ذوي الإعاقات البصرية، الذين استكملوا بنجاح برنامج التربية غير النظامية، في مبادرة تعكس التزام المغرب بتكافؤ الفرص والإدماج التربوي والاجتماعي لكل الفئات.

استثماريًا، تستعد الوزارة المكلفة بالاستثمار لإطلاق “أسبوع الاستثمار لمغاربة العالم”، بشراكة مع المراكز الجهوية، من خلال فضاءات مواكبة مفتوحة في مدن مثل وجدة والناظور، لتقديم خدمات موجهة لأبناء الجالية المغربية من الفكرة إلى التنفيذ.

وأخيرًا، سجّل قطاع السيارات انتعاشة قوية خلال يوليوز، حيث بلغت المبيعات 19.713 وحدة، بارتفاع فاق 38% مقارنة مع الشهر نفسه من السنة الماضية، مدعومًا بتحسن الظروف الاقتصادية وتوسع شبكات التوزيع في مختلف جهات المملكة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button