ندوة في إسطنبول تسلط الضوء على تهميش الشباب اليمني وتطالب بالشراكة والتغيير

الجزائر- إدريس ربوح
نظمت المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية في إسطنبول، يوم الخميس الماضي، ندوة نوعية بعنوان “الشباب اليمني بين التغييب والمشاركة”، بهدف تسليط الضوء على التحديات المعقدة التي تواجه الشباب في اليمن. الندوة، التي جاءت وسط صراع مستمر وتهميش سياسي، جمعت نخبة من الباحثين والناشطين والشخصيات الفكرية لمناقشة الدور الغائب والمطلوب للشباب في إعادة بناء الوطن.
ناقشت الندوة في محاورها واقع الشباب المأساوي، مشيرة إلى بنية التعليم الهشة، وارتفاع معدلات البطالة، والهجرة القسرية. وأكد المشاركون أن الإقصاء السياسي ليس مجرد أمر عارض، بل هو نهج متجذر من قبل النخب التقليدية، التي احتكرت القرار وأفشلت الفرصة على الشباب. وتم التذكير بأن ثورة 2011 كانت ثورة شبابية بامتياز، لكن نتائجها “سُرقت” ولم يُمنح الشباب دورًا حقيقيًا في صياغة مستقبلهم.
وفي محور آخر، تناولت الندوة الإمكانات الهائلة التي يمتلكها الشباب اليمني إذا ما تم تمكينهم بشكل فعال. وطرحت أهمية ربط التعليم بسوق العمل، ودعم المشاريع الصغيرة، وإشراك الشباب في صناعة السياسات. كما حذرت من خطورة الفجوة المتزايدة بين شباب الداخل والخارج على وحدة الحراك الشبابي.
ووجهت الندوة انتقادات حادة للخطاب الإعلامي الرسمي، ووصفته بأنه “مغترب عن الشباب”، ويكتفي بتغطيات سطحية لا تمس جوهر قضاياهم. وطُرحت تساؤلات حول أسباب فشل الإعلام الرسمي في مواجهة الخطاب الإعلامي المضاد، ودوره في تجاهل قضايا شباب المهجر.
وخرجت الندوة بمجموعة من التوصيات الجوهرية، من أبرزها:
- إعداد استراتيجية وطنية شاملة لتمكين الشباب.
- إشراك الشباب في مراكز اتخاذ القرار على جميع المستويات.
- دعم المبادرات الشبابية والمشاريع الصغيرة.
- تطوير خطاب إعلامي وطني موجه للشباب.
- تفعيل المجالس والاتحادات الشبابية في الداخل والخارج.
واختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أن الشباب ليسوا عبئًا، بل هم “رصيد اليمن الاستراتيجي الحقيقي”. وأن أي خطة للنهوض لا تشركهم، هي خطة محكوم عليها بالفشل منذ بدايتها. والرسالة كانت واضحة: “إذا تم تمكين الشباب بصدق، فإن اليمن سيتغير… وسينهض”.



