الصحراء المغربية.. حيث يتجسد فن الرمال رسالة إفريقية خالدة

نورالدين ماضران
بالبهاء الذي ينساب من ذرات الرمل، وبالذاكرة التي لا تنطفئ في وجدان الأمة، يأتي مهرجان فن الرمال بالمغرب هذا العام ليحمل أكثر من مجرد احتفاء فني؛ إنه نداء للروح الإفريقية، دعوة للتلاقي، ولرسم مستقبل مشترك على أرض الوحدة والتنوع.
مهرجان فن الرمال: حين يتحول الرمل إلى رسالة
في قلب الصحراء، حيث الصمت ينسج المعاني، يتحول الرمل إلى لغة بصرية، إلى منحوتات تنبض بالحياة، وإلى أعمال فنية تجسد الحلم الإفريقي في صور منسوجة بالضوء والظل. اختيار المغرب لاحتضان هذا المهرجان ليس صدفة، بل هو امتداد طبيعي لرؤية ملكية سامية، تلك التي رسمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل إفريقيا متضامنة، متقدمة، ومتصالحة مع ذاتها.
الذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء: من الذاكرة إلى الإبداع
في هذا العام، يتزامن المهرجان مع الاحتفاء بالذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء، تلك الملحمة الوطنية التي جسدت إرادة شعب وحنكة قيادة. فن الرمال، في هذا السياق، يصبح وسيلة لتجسيد هذه المسيرة في صور رمزية، حيث تتداخل الخطوط والرموز لتروي قصة الأرض، والانتماء، والكرامة.
التلاقي الإفريقي: الفن كجسر للتنمية
من السنغال إلى مالي، من الكاميرون إلى ساحل العاج، يلتقي الفنانون الأفارقة في المغرب، ليس فقط لعرض أعمالهم، بل لبناء جسور من التفاهم الثقافي، ولتبادل الرؤى حول دور الفن في التنمية المستدامة. المهرجان يشكل منصة للحوار، ولتجديد العهد مع القيم التي تجمعنا: السلام، الإبداع، والكرامة الإنسانية.
- فن الرمال ليس مجرد زخرفة، بل هو تعبير عن الزمن، عن الهشاشة والقوة، عن الذاكرة التي تُكتب ثم تُمحى لتُعاد كتابتها من جديد.
- الاحتفاء بالمسيرة الخضراء هو احتفاء بالوحدة، بالسيادة، وبالروح الوطنية التي لا تنكسر.



