قبل أن تنكسر المرآة

أصوات بينهم اتعبها البهتان،
تصدّت تفضح المأساة…
هذه ليست حربًا
بل مهزلةٌ تستتر بالدخان،
مسرح خرابٍ يضع تاجًا من الرماد.
يوماً بعد يوم،
يمطر الفولاذ من سماءٍ كانت يوماً زرقاء،
فماذا يجد المعتدون تحت الأنقاض؟
بتاتا ليس النصر
بل عظام الوهم.
تحدثوا عن أهداف،
ورسموا خطوطًا على الخرائط،
ووعدوا بالرعد والرجوع.
لكن الخريطة نزفت،
والرعد ارتدَّ إلى الداخل،
وأولئك الذين اختفوا
ما زالوا بلا مأوى.
ضربوا بغضب،
بكبرياءٍ حادٍّ كالزجاج
لكن الكبرياء لا يُمسك الأرض.
إنه يتحطم.
والأيدي التي رمت الحجارة
تنزف الآن في الخفاء.
ادّعوا الاستراتيجية،
لكنهم تحركوا عُميانًا.
ادّعوا الردع،
لكنهم وُوجِهوا بصمتٍ
يحفر أنفاقًا عبر الزمن.
ينهض أصحاب الأرض من جديد،
أولئك الذين دُفنوا بالنار
لا كأشباح،
بل كنبض،
كأنفاسٍ تحت الغبار.
لا كميليشيا،
بل كعاصفة بلا مركز،
كإرادة لا تُقاس بالسلاح.
وأما هم
فهم يخافون الظلام،
لكن أصحاب الأرض يعيشون فيه.
هم يبنون من أجل البث،
وأصحاب الأرض يموتون من أجل الفجر.
فأخبرونا
كيف يُمحى شعب
لا يطلب الأمان
بل المعنى؟
كيف تُقتل العزيمة
وهي تنمو
كجذور تحت الحصار؟
لا شاشة تنقذهم.
ولا هتاف مجد
يُغرق الحقيقة الهادئة
الصادحة في الشوارع المهجورة.
الخراب القادم
لن يكون خراب أصحاب الأرض،
بل خرابهم.
لا من الخارج
بل من الداخل:
صمتٌ عميقٌ
ينطق أخيرًا
بما لم تجرؤ ألسنة القوة على قوله.
وليذكر التاريخ:
لم يضل الجميع صامتين
وإنْ قلّوا
قبل أن تنكسر المرآة.
مترجم عن الإنجليزية
عبداللطيف زكي
الرباط، في 11 غشت 2025



