
بقلم: زهير أصدور-محام بهيئة الرباط
حين تبلغ الستين لا ترحل عن الميدانلا تقل: “حان وقت الراحة والانسحاب”الحياة ليست حفلة نهاية، بل مسرح بلا انقطاع، حيث أنت الممثل والكاتب والمنتقد بلا ارتياب.
حين تبلغ الستين، لا تحبس صوتك خلف الجدران لا تخبر العالم: “أنا لم أعد مسؤولاً عن الأحزان”الأخبار السيئة ليست إلا نداء الحياة للحِراك والصمت أمامها هو شهادة موت، ليس بدعة أو اعتكاف.
حين تبلغ الستين، لا تتراجع عن الحوار فالجدال حق، والسكوت في زمن التلاعب مصير مظلم يُختار لا تخشَ أن بُقال عليك “متدخل”، أو “ثائر”فالتغيير لا يأتي من ساكن، ولا من منير.
حين تبلغ الستين، كن نهرًا لا يعرف الجفاف، امنح، أهدِ، وعش للحياة كأنك في أول الألف لا تتوقف عن تصحيح المسار، لا تترُك الأخطاء فالعمر ليس حكماً بالإعدام، بل تحدٍ وعطاء.
حين تبلغ الستين، لا تخف من المنافسة والسعي فحتى الشجرة العتيقة تنمو وتثمر في المدى البعيد لا تقطع خيوط العلاقات، لا تمضي وحيدًا في الليل فالمحبة هي الضوء، والوحدة هلاك بلا جدل.
حين تبلغ الستين، لا تمنح لمن حولك خياراً ثانياً، كن في القلوب بريقاً، وفي العقول سُلواناًولا تغفل أن السعادة ليست هدفاً يُشترى بل حالة تكبر معك، ولا تعترف بالزمان.
حين تبلغ الستين، لا تنأى عن المسؤولية والكرسي فالمسؤولية تاج حكمة، وقوة لا تموت مع الأجساد، لا تخشَ مساءلة الله، فالتقوى راحة الروح والبدن، ولا تكن عبد راحتك، بل سيد طريقك المختار.
حين تبلغ الستين، اشكر الحياة، ولكن لا ترضى بالقليل، ازرع بذور المستقبل، وعِش للأجيال بلا حساب فالعمر هو رسالة فوق الماء، تُبحر بلا انقطاع وعلى الأمواج تسافر الكلمات، تحمل نور الأحباب.



