Hot eventsأخبارالأنشطة الملكية

غشت… محطة وطنية لتكريم الشباب واستعراض إنجازات المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس

تحل في الحادي والعشرين من غشت من كل عام مناسبة وطنية غالية على قلوب المغاربة، ألا وهي عيد الشباب، الذي يشكل لحظة رمزية للتجديد والوفاء، وفرصة لاستحضار ما تحقق من إنجازات كبرى في مختلف الميادين خلال عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. وبينما تتجدد في هذا اليوم قيم المواطنة والانتماء، تبرز أيضًا رؤية جلالته التي جعلت من الإنسان المغربي محور كل السياسات العمومية، واضعًا الشباب في قلب مسار التنمية المستدامة والمشروع الحداثي للمملكة.

فمنذ اعتلائه العرش، رسم جلالة الملك ملامح نهضة شاملة جعلت المغرب نموذجًا رائدًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والابتكار التكنولوجي، حيث كان للشباب دور محوري في مختلف هذه الأوراش الكبرى.

نهضة اقتصادية شاملة
شهد المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس طفرة اقتصادية غير مسبوقة، عززت مكانته إقليميًا ودوليًا. فقد أطلق جلالته مشاريع كبرى للبنية التحتية، مثل شبكة الطرق السيارة الحديثة، وميناء طنجة المتوسط الذي أصبح بوابة المغرب الكبرى نحو الأسواق العالمية، إلى جانب محطات الطاقة المتجددة وعلى رأسها مشروع نور ورزازات للطاقة الشمسية، الذي جعل المغرب رائدًا في مجال الطاقات النظيفة على الصعيد الإفريقي والعالمي.

كما عرف الاقتصاد الوطني دعمًا للقطاعات الإنتاجية الحيوية، من خلال تطوير الصناعات التحويلية والزراعية، وتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية، فضلًا عن دعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة، مما ساهم في خلق فرص شغل جديدة وتحريك عجلة الاقتصاد الوطني. وفي المقابل، كان للقطاع السياحي نصيب مهم من هذه الدينامية التنموية، حيث تم تطوير البنيات التحتية السياحية والفندقية، ما جعل المغرب وجهة مفضلة للسياح من مختلف أنحاء العالم.

تنمية اجتماعية وحقوقية شاملة
لم تكن التنمية الاقتصادية وحدها في صلب رؤية جلالة الملك، بل جعل جلالته العدالة الاجتماعية والاهتمام بالفئات الهشة أولوية وطنية. فقد شكلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقها جلالته سنة 2005، حجر الزاوية في محاربة الفقر والهشاشة، عبر تمويل مشاريع صغيرة مدرة للدخل ودعم الأنشطة المدرة لفرص الشغل.

كما حظي قطاعا التعليم والصحة باهتمام خاص، من خلال توسيع شبكة المدارس والمستشفيات، وتحديث البرامج التربوية، وتطوير المنظومة الصحية بما يضمن جودة الخدمات للمواطنين كافة. وفي هذا السياق، أولى جلالته أهمية كبيرة لـ تمكين المرأة والشباب، عبر إطلاق برامج خاصة لدعم قدراتهم وتعزيز مشاركتهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، بما يكرس مبدأ المساواة ويرسخ قيم الإنصاف.

الشباب والتعليم والابتكار… رهان المستقبل
يحتل الشباب مكانة مركزية في رؤية جلالة الملك، إذ يعتبرهم محركًا رئيسيًا للتنمية ومفتاحًا لتقدم المغرب. وقد تجسد ذلك في دعم ريادة الأعمال عبر برامج تمويلية وتكوينية موجهة لمساعدة الشباب على إطلاق مشاريعهم في مختلف المجالات، سواء الصناعية أو التكنولوجية أو الثقافية.

كما حرص جلالته على تطوير التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال إنشاء مراكز تكوينية متخصصة وجامعات حديثة، وتشجيع الابتكار في مجالات التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي، بما يواكب التحولات العالمية ويؤهل الأجيال القادمة لمواجهة تحديات المستقبل.

إلى جانب ذلك، عمل جلالته على تعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية، من خلال تشجيعهم على الانخراط في العمل الجمعوي وصياغة السياسات العمومية، بما يجعلهم شريكًا فاعلًا في مسار التنمية الوطنية.

تعزيز مكانة المغرب دوليًا
على الصعيد الدولي، نجح المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس في تعزيز مكانته كفاعل اقتصادي وسياسي رئيسي في المنطقة. فقد تم توقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية مع العديد من الدول، ما فتح آفاقًا جديدة للاستثمارات وأدى إلى تطوير قطاعات استراتيجية كالصناعة والطاقة والخدمات.

كما عززت المملكة علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الإفريقية والأوروبية والعربية، ما جعلها شريكًا أساسيًا في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وكرس صورتها كبلد منفتح قادر على التفاعل مع التحديات العالمية بكفاءة وفعالية.

دلالات عيد الشباب
لا يمثل عيد الشباب مجرد احتفال رمزي، بل هو تجسيد للثقة الملكية في الطاقات الشابة، واعتراف بالدور المحوري الذي يضطلع به الشباب في بناء الوطن وتحقيق نهضته. كما تعد هذه المناسبة دعوة مفتوحة للأجيال الجديدة من أجل مواصلة مسيرة البناء والاستفادة من المكتسبات الوطنية، وتجديد العهد مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي وضعت الإنسان المغربي في صلب التنمية وأعلت قيم الوحدة الوطنية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

إن عيد الشباب في المغرب ليس فقط فرصة لاستحضار الإنجازات المحققة، بل هو أيضًا محطة لتجديد العزم على استكمال مسيرة الحداثة والازدهار، بما يجعل المملكة المغربية في مصاف الدول الصاعدة، ويكرس دورها الريادي في محيطها الإقليمي والدولي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button