Hot eventsأخبارأخبار سريعة

لمّا التقى الحلم بالفجر

يا ليلَ الحلمِ الأزلي، يا نهرَ الواقعِ المشتعل
أقف على حافةِ الهاوية، والرياح تصرخ حولي
كل نجمةٍ تنهار، كل جبلٍ يذوب
ووجهي ينعكس في مرايا لا تعرف الرحمة
أسمع أصواتَ الآلهةِ القديمة
تضحك وتبكي في آنٍ واحد
تخبرني: “أنت الحلمُ، أنت الحقيقة، أنت الحرب والسكينة”

أرفع سيفي من الضوء، فأنتصر على ظلي،
وأخسر كل شيءٍ في نفس الوقت
أهوي في بحارٍ من صمتٍ مشتعل
أرقص مع الرياح، أقاتل العواصف
ألتهم الليلَ، أبتلع النهار
وأصبحَ كل سقوطٍ ارتقاءً، وكل ارتقاءٍ سقوطًا
وجوهٌ من الضباب… أبطالٌ ساقطون… آلهةٌ منسية
تتلوّح لي، تهمس لي، تصرخ في روحي:
“لا فرق بين ما تحلم وما تعيش،
كل معركةٍ هنا تدور داخلك، وكل انتصارٍ هو ولادتك من جديد”

أهوي… أهوي… أهوي…
أذوب في الضوء، أنصهر في الظل
أصبح أنا، وأصبح أنا الآخر،
أصبح الكون كله يعكس روحي
وأسمع صدى الأسطورة التي لم تُحك بعد

أرفع رايتي، ليست راية وطن، بل راية نفسي
أغلق عيني، وأترك كل شيء ينهار ويُبنى من جديد

أنا الريحُ والنار، أنا الماءُ والأرض
أنا الحلمُ واليقظة، الصوتُ والصمت
أنا… الملحمةُ الأبدية… التي لا نهاية لها

عبداللطيف زكي
الرباط، في 22 غشت 2025

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button