المغرب يحصد الذهب في الملاعب ويصنع الإنجازات في السياسة والاقتصاد.. والجزائر تغرق في الأوهام!

صباحٌ جديد يشرق على المغرب وهو يحتفي بإنجاز تاريخي يُعانق المجد القاري بعد إنجاز تاريخي غير مسبوق، عقب تتويج المنتخب الوطني للاعبين المحليين بلقب كأس أمم إفريقيا للمحليين “الشان 2024″، للمرة الثالثة في تاريخه، إثر فوز مثير على منتخب مدغشقر بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في مباراة نهائية حبست أنفاس القارة. إنجازٌ كروي يكتسي طابعاً خاصاً، إذ يكرّس تفوق المغرب الرياضي على الصعيد القاري ويعزز مكانته كقوة كروية صاعدة. وقد عبر الملك محمد السادس، في برقية تهنئة موجهة إلى اللاعبين والطاقم التقني والطبي والإداري عن فخره واعتزازه الكبيرين، مؤكداً أن هذا التتويج ثمرة عزيمة وإرادة صلبة، وأنه محطة جديدة في مسار الإنجازات التي ترفع راية الوطن عالياً بين الأمم.
وفي وقتٍ يعيش فيه المغاربة نشوة هذا التتويج، يبدو أن الجارة الشرقية الجزائر لم تجد سوى منصتها داخل مجلس الأمن الدولي لتُذكّر بوجودها، قبيل انتهاء عضويتها غير الدائمة، في محاولة أخيرة لبث خطابها التقليدي حول نزاع الصحراء المغربية. ورغم تكثيف اجتماعاتها مع جبهة البوليساريو واستعراضها لدبلوماسية شعاراتية على منابر الأمم المتحدة، إلا أن الواقع الدبلوماسي يصفعها مجددًا، إذ تتجه الأنظار إلى بروكسيل حيث يجري التحضير لاجتماع حاسم بين المغرب والاتحاد الأوروبي الشهر المقبل. ويتوقع مراقبون أن يكرّس هذا الاجتماع إدماج الأقاليم الجنوبية في المحادثات التجارية بشكل رسمي، وهو ما سيجعل جميع محاولات الجزائر أشبه بـ”صرخة في وادٍ” لا صدى لها.
أما على الصعيد الإفريقي، فقد جاء صدى تتويج المغرب ليرسّخ حضوره الرياضي والسياسي معًا، في وقت تتابع فيه القارة تطورات ملف الصحة العمومية، بعدما أعلنت السنغال تسجيل أول حالة إصابة بجدري القردة. وقد دفعت هذه المستجدات السلطات المغربية إلى رفع مستوى التأهب وتعزيز المراقبة على المعابر الحدودية والمطارات، رغم تأكيد خبراء الصحة أن خطر انتشار الفيروس في المملكة يبقى ضعيفًا، بفضل التدابير الاستباقية الصارمة وخبرة المغرب في إدارة الأزمات الصحية.
اقتصادياً، يواجه المغاربة المقيمون بالخارج تحدياً جديداً مع اقتراب الاتحاد الأوروبي من اعتماد مشروع موحد لمكافحة غسيل الأموال، وهو ما قد يؤدي إلى رفع كلفة التحويلات المالية نحو المملكة، مما قد ينعكس على ملايين الأسر المغربية التي تعتمد بشكل أساسي على دعم الجالية. ومع ذلك، تأتي الأخبار من بورصة الدار البيضاء لتُنعش التفاؤل، حيث كسرت المؤشرات سقف 20 ألف نقطة لأول مرة في تاريخها، وسط توقعات بدخول مرحلة اقتصادية صاعدة مدفوعة بمشاريع كبرى للبنية التحتية وتنظيم المملكة لكأس العالم 2030.
وفي سياق متصل، يواصل المغرب تعزيز مكانته كوجهة سياحية عالمية رائدة، إذ أعلنت شركة Eurowings الألمانية عن توسيع شبكة رحلاتها إلى مدن مراكش وفاس وأكادير، مع فتح خطوط جديدة نحو عواصم أوروبية كبرى، ما يعكس ارتفاع الطلب الدولي على الوجهات المغربية. وتأتي هذه القفزة النوعية لتعكس قوة قطاع السياحة الذي يشكل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني وركائز جاذبية المملكة.
وبينما ينشغل المغرب بترسيخ مكانته القارية والدولية عبر إنجازاته الرياضية، وخططه الاقتصادية، ودبلوماسيته النشطة، تبدو الجزائر حبيسة خطابها التقليدي، مُصرّة على تكرار محاولاتها الفاشلة في الهيئات الدولية، دون أن تعي أن دينامية المغرب المتصاعدة تقفز فوق جميع تلك المناورات. فالمملكة اليوم تتحرك بثقة، تجمع بين القوة الناعمة والإنجازات الميدانية، في وقت تزداد فيه عزلة الجزائر حتى بين حلفائها المفترضين، الذين باتوا يفضلون لغة المصالح على منطق الشعارات.
وهكذا، يستهل المغرب يومه وهو يتألق بين أمجاد رياضية تُلهب الحماس الوطني، ودبلوماسية واثقة تُعزز حضوره القاري والدولي، واقتصاد صاعد يرسم ملامح المستقبل. وبينما تُبقي المملكة عينيها على المستقبل، تواصل بعض الأطراف محاولات عبثية للتشويش على مسارها، لكن المشهد الإفريقي والدولي يُثبت كل يوم أن المغرب يسير في الاتجاه الصحيح، بثبات، وهدوء، وبإنجازات تتحدث عنه أكثر من أي خطاب.



