Hot eventsأخبارعين الحدث الافريقي

الاعلام الغائب أمام افتراء ..لوموند الفرنسية

بقلم الاستاذ: مولاي الحسن بنسيدي علي

نحن أمام واقعة تكشف الكثير عن واقع إعلامنا الوطني. فقد اختارت جريدة لوموند الفرنسية أن توجه سهامها نحو وطننا ومقدساته ورموزه، عبر مقالات مشبوهة تحمل في طياتها الافتراء والتحامل. كان المنتظر أن يكون إعلامنا الرسمي، بثلاث قنواته وبما يملكه من أطر وموارد، في الصف الأول من المواجهة، يردّ بالحقائق ويفند بالأدلة، ويجعل الرأي العام الداخلي والخارجي على بينة مما يجري. لكن ما حدث كان صمتاً ثقيلاً، مريباً، يوحي وكأن الأمر لا يعنيه.

لقد أنفق الوطن ملايين الدراهم لتكوين صحافيين وإعداد كفاءات إعلامية، ومنحهم المنابر والمناصب، لا لكي ينشغلوا بتغطية الحفلات الفنية وبرامج التسلية وأخبار الروتين..، بل لكي يكونوا على أهبة الاستعداد حين يستدعي المقام الدفاع عن صورة البلاد وكرامة الوطن. فما جدوى كل تلك الإمكانات إذا كان الإعلام يتوارى في ساعة الحقيقة؟ وما معنى أن يبقى الرد على افتراءات أجنبية رهين حسابات حزبية انتخابية أو مبادرات فردية متفرقة؟

إن الإعلام، قبل أن يكون أداة للتسلية، هو سلاح ناعم، وأداة سيادة، وواجهة للأمة. وغيابه عن معركة الكرامة يترك فراغاً لا يملؤه إلا الخصوم والمتربصون. إننا لا نطالب إعلامنا بالصراخ ولا بالانفعال، بل بالجدية والمهنية والقدرة على كشف الأكاذيب بالحجة وتفنيد المغالطات بالوثيقة. هذا هو الإعلام الذي نريده، وهذا هو الصوت الذي يستحق أن يسمع في الخارج كما في الداخل.

إن اللحظة اليوم تفرض علينا أن نقولها بوضوح: إعلامنا الوطني مطالب باليقظة والغيرة، مطالب بأن يثبت أنه ليس مجرد واجهة شكلية بل قوة مؤثرة. الدفاع عن الوطن لا يكون بالسلاح وحده، وإنما بالكلمة الصادقة والمعلومة الدقيقة والبيان المقنع. وإذا لم تنهض القنوات الرسمية إلى هذا الواجب الوطني، فإن التاريخ سيسجل تقاعسها، والجماهير ستحاسبها، لأن الصمت في ساعة الحقيقة لا يغتفر.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button