المغرب يواصل مسيرة النهضة.. إنجازات كبرى تؤكد قوة الوطن وريادته

صباح جديد يحمل في طياته مؤشرات اقتصادية قوية وحركية تنموية متصاعدة في مختلف جهات المملكة، حيث كشفت المندوبية السامية للتخطيط في أحدث تقاريرها أن ثلاث جهات فقط ساهمت بما نسبته 58,5 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي لسنة 2023. ويتعلق الأمر بجهات الدار البيضاء-سطات والرباط-سلا-القنيطرة وطنجة-تطوان-الحسيمة، حيث تصدرت الدار البيضاء-سطات القائمة بحصة بلغت 32,2 في المائة، تلتها جهة الرباط-سلا-القنيطرة بنسبة 15,7 في المائة، ثم طنجة-تطوان-الحسيمة بنسبة 10,6 في المائة. ويرجع هذا التركيز إلى الدينامية الصناعية والتجارية والخدماتية القوية التي تعرفها هذه الجهات، إضافة إلى بنياتها التحتية الاستراتيجية.

وفي سياق اقتصادي موازٍ، أعلن مكتب الصرف عن تسجيل ارتفاع لافت في صادرات قطاع الفوسفاط ومشتقاته خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2025، حيث بلغت قيمتها 55,18 مليار درهم، بزيادة قدرها 20,9 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية، مدفوعة بارتفاع مبيعات الفوسفاط الخام بنسبة 56,2 في المائة، والأسمدة الطبيعية والكيماوية بنسبة 19,3 في المائة، إضافة إلى الحمض الفوسفوري بنسبة 12,1 في المائة، ما يعزز موقع المغرب كقوة عالمية في هذا القطاع الاستراتيجي.

وفي الجانب الدبلوماسي، أشاد وفد برلماني كيني، يزور المغرب حالياً، بـ الزخم التنموي الذي يشهده المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. وخلال لقاءات مع لجان برلمانية مغربية، أكد رئيس اللجنة الخاصة بمجلس الشيوخ الكيني، كودفراي أسوتسي، إعجابه بالتقدم الملحوظ في مختلف المجالات، خصوصاً البنيات التحتية الكبرى، مبدياً رغبة بلاده في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال اللامركزية وجذب الاستثمارات.

وبالانتقال إلى الشأن الثقافي، دخل القانون 18.23 المتعلق بالصناعة السينمائية وبإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي حيز التنفيذ، بعد نشره في الجريدة الرسمية. ويهدف القانون إلى تعزيز جاذبية المغرب للاستثمارات الوطنية والأجنبية في القطاع، وتوفير فرص جديدة للشغل، إلى جانب تشجيع المنافسة في السوق السينمائية، بما يضمن إشعاع السينما المغربية وطنياً ودولياً وترسيخ نموذج اقتصادي متطور للصناعة السينمائية.

وفي سياق سياسي مرتبط بالاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026، حذّر حزب التقدم والاشتراكية من مخاطر استعمال الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية. وأكد الأمين العام للحزب، نبيل بنعبد الله، أن توظيف الذكاء الاصطناعي في إقناع الناخبين وترويج البرامج أمر مشروع، لكن استخدامه لتشويه صورة المنافسين أو تحريف الحقائق يتطلب رقابة صارمة وتدخلاً عاجلاً من السلطات المختصة.

أما على مستوى البنيات التحتية، فقد دخل مشروع القطار فائق السرعة القنيطرة-مراكش مرحلة مفصلية بعد انطلاقته الرسمية من طرف جلالة الملك محمد السادس في أبريل الماضي، حيث تسير الأشغال بوتيرة متسارعة، خاصة بالمحور الرابط بين المحمدية والنواصر. وأفاد المكتب الوطني للسكك الحديدية بأن المشروع سيضم ستة مسارات، منها مساران مخصصان للقطارات فائقة السرعة، في إطار تعزيز الربط بين كبريات المدن المغربية.

وفي موازاة ذلك، تواصل المملكة تعزيز قدراتها في مجال التطهير السائل، إذ تم إطلاق 694 مشروعاً جديداً ضمن برنامج وطني طموح يمتد بين 2025 و2034 بغلاف مالي يصل إلى 56 مليار درهم، بهدف تحسين خدمات الصرف الصحي وتوسيع عمليات إعادة استعمال المياه المعالجة، بما يسهم في حماية الموارد المائية وتثمينها.

ومن جانب آخر، تسجل الجهود الوطنية لحماية الأمن الغذائي خطوات متقدمة عبر اعتماد تقنية الحشرة العقيمة لمواجهة آفات ذباب فاكهة البحر الأبيض المتوسط، التي تهدد زراعة الحوامض والفواكه بالمغرب. هذه التقنية، المعتمدة بتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأغذية والزراعة، تقوم على تعقيم ذكور الحشرات قبل إطلاقها، ما يحد من تكاثرها ويقلص الخسائر الزراعية، حيث تنتج وحدات التربية نحو 130 مليون ذبابة عقيمة أسبوعياً لتغطية مساحة 180 ألف هكتار في وادي سوس بأكادير.

وفي الشأن الطاقي، احتل المغرب المرتبة الرابعة قارياً ضمن مستوردي الألواح الشمسية من الصين، بإجمالي 915 ميغاواط ما بين يوليوز 2024 ويونيو 2025، وفق تقرير مركز الأبحاث “Ember”، ما يعزز مكانته كفاعل إقليمي في مجال الطاقات المتجددة، ويواكب أهداف الانتقال الطاقي نحو الاعتماد على مصادر نظيفة ومستدامة.

أما في الجانب التربوي، فقد دشنت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء-سطات الدخول المدرسي الجديد بإطلاق برنامج دعم التعلمات الأساس، والذي يستفيد منه نحو 8811 أستاذاً وأستاذة بالسلكين الابتدائي والإعدادي، في إطار مواصلة تنفيذ نموذج مؤسسات الريادة الرامي إلى تطوير جودة التعليم وتحسين أداء المنظومة التربوية.

وفي خبر يعكس قوة العلاقات الدبلوماسية، بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى رئيس جمهورية الفيتنام لونغ كوونغ، بمناسبة العيد الوطني لبلاده، مؤكداً حرصه على تعزيز أواصر التعاون الثنائي بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.

ومن جانب آخر، تمت السيطرة على حريق اندلع ببرج المراقبة لمطار زاكورة مساء الأحد الماضي دون تسجيل أي خسائر بشرية، حيث تمكنت فرق المكتب الوطني للمطارات والوقاية المدنية من احتواء الحريق بسرعة، مما جنّب المطار أي اضطرابات في حركة الملاحة الجوية.

وفي مجال الفن السابع، حجز الفيلم المغربي “Calle Malaga” لمخرجته مريم التوزاني مكانة مميزة ضمن القائمة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي الدولي في دورته الـ82، حيث حظي عرضه ما قبل الأول بإشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء.

ثقافياً أيضاً، تستعد جامعة محمد الخامس بالرباط لاحتضان حفل تسليم جوائز ابن رشد للوئام في نسختها الثانية يوم 2 أكتوبر 2025، في حدث يسعى إلى ترسيخ قيم الحوار والتعايش بين الشعوب. كما تتأهب مدينة الجديدة لاحتضان فعاليات الدورة 16 لمعرض الفرس ما بين 30 شتنبر و5 أكتوبر، تحت شعار: “العناية بالخيل، رابطة وصل بين ممارسات الفروسية”، في لقاء عالمي يحتفي بجمال الفروسية المغربية وأصالة تقاليدها.

أما على صعيد الهجرة، فقد كشفت مؤسسة محمد الخامس للتضامن عن عبور أكثر من 3,7 ملايين شخص نحو المملكة حتى 31 غشت الماضي في إطار عملية مرحبا 2025، بنسبة زيادة بلغت 11 في المائة مقارنة بالعام الماضي، ما يعكس نجاحاً تنظيمياً وإنسانياً كبيراً، خصوصاً مع توفير مواكبة خاصة لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.