أخبارالمرأةثقافة و فنمجتمع

نزهة الركراكي.. أيقونة المسرح والشاشة المغربية

تُعتبر الفنانة نزهة الركراكي من أبرز الوجوه الفنية النسائية في المغرب، حيث استطاعت عبر مسار طويل أن تحجز لنفسها مكانة خاصة في قلوب الجمهور، وأن تصبح رمزاً للأصالة والإبداع الفني. وُلدت بمدينة الرباط، وانطلقت تجربتها منذ سنوات السبعينيات من خلال المسرح الوطني محمد الخامس، الذي شكّل قاعدة صلبة لتكوينها الفني، قبل أن تنتقل إلى التلفزيون والسينما.

لقد ارتبط اسم الركراكي بعدد من الأعمال المسرحية الكبيرة التي بصمت تاريخ المسرح المغربي، فانطلقت مسيرتها على خشبة المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط في أواخر السبعينيات من بينها :

“قاضي الحلقة” (1974) – دور رئيسي، أول ظهور لها على الخشبة.

“المرأة التي…” (أواخر السبعينيات) – دور مركب ضمن فرقة المسرح الوطني.

العيطة عليك وسعدك يا مسعود وحب وتبن.

“ساعة مبروكة” (أواخر السبعينيات / إعادة عروض لاحقة 2015 – 2023) – كوميديا جماعية، أداء متميز إلى جانب محمد الجم وعزيز موهوب.

“جا وجاب” (2019 – 2023) – مسرحية كوميدية عُرضت بمختلف المدن، دور مركزي.

وبفضل أدائها المتقن وصدقها الفني، أصبحت من الوجوه المحبوبة على الشاشة الصغيرة، حيث رسخت حضورها لدى مختلف الأجيال و انطلاقة الركراكي في مسلسلات تلفزية خلال التسعينيات، من بينها:

“من دار لدار” (1993 – 2002) – سيتكوم كوميدي، دور رئيسي.

“خالي عمارة” (2006) – كوميديا عائلية، دور محوري.

“خاطر من ندير” (2014) – درامي اجتماعي، دور مؤثر.

“دابا تزيان” (2019) – دراما اجتماعية، دور مركب.

“صافي سالينا” (2022) – دور رئيسي، دراما اجتماعية.

“يبان يبان” (2023) – دور مركزي، دراما اجتماعية

كما عرفت الركراكي حضوراً في عدد من الأفلام المغربية بعد التسعينيات:

“أصدقاء الأمس” (1998) – دور مؤثر.

“مبروك” (1999) – دور مركب.

“جاني أم بريء” (2000) – دور رئيسي.

“هنا ولهيه” (2005) – دور محوري.

“وداعًا أمهات” (2007) – دور مؤثر.

“الراحة والسياحة” (2010) – دور مركب.

“أولاد البلاد” (2010) – دور رئيسي.

لم يكن حضورها الفني مجرد مشاركة في أعمال، بل حمل رسالة اجتماعية وثقافية عكست صورة المرأة المغربية في مختلف تجلياتها، بين الأم المكافحة، والمرأة الحكيمة، والشخصية الشعبية القريبة من الناس. وقد منحها ذلك تقديراً خاصاً من طرف الجمهور، باعتبارها فنانة تمثل الهوية المغربية بعمقها الثقافي والإنساني.

وعلى المستوى الأسري، تُعرف نزهة الركراكي أيضاً بكونها والدة الفنان سعد لمجرد، أحد أبرز نجوم الغناء المغربي والعربي، ما أضفى عليها بعداً إضافياً أمام الرأي العام. ورغم انشغالها بحياتها الفنية، ظلت حاضرة كأم داعمة لابنها، وهو ما عكس صورة المرأة المغربية القادرة على التوفيق بين رسالتها الأسرية وعطائها المهني.

كما تميزت الركراكي بانخراطها في قضايا المجتمع، حيث عبرت مراراً عن قناعتها بأن الفن ليس ترفاً وإنما رسالة سامية قادرة على المساهمة في التربية والتنوير وإبراز قيم التضامن. وهو ما جعلها تُكرَّم في مناسبات عديدة كاعتراف بعطائها وإسهامها في تطوير المشهد الفني المغربي. ورغم التحديات التي رافقت مسيرتها، ظلّت نزهة الركراكي ثابتة على نهجها، محافظة على أسلوبها البسيط والراقي في الوقت نفسه، لتصبح أيقونة نسائية في الفن المغربي، وشاهداً على أن المرأة المغربية قادرة على الإبداع والريادة في مجال الثقافة والفن، تماماً كما هي في السياسة والاقتصاد والمجتمع، مجسدة المرأة المغربية في أدوار متعددة: الأم المكافحة، الحكيمة، والشخصية الشعبية القريبة من الناس. كما حافظت على حضورها كأم داعمة لفنانها سعد لمجرد، موازنة بين الأسرة والمهنة، لتصبح رمزاً للمرأة المغربية المبدعة والقادرة على الريادة في الفن والمجتمع،

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button