الداخلية تُسقط فيلات الفساد.. قرارات حاسمة تطال منتخبين نافذين!

مع بداية هذا الصباح، يتجه الاهتمام الوطني نحو مستجدات قطاع التعليم العالي، حيث كشفت مصادر نقابية من الجامعة الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أن الحسم النهائي في مشروع النظام الأساسي لموظفي التعليم العالي سيكون في شهر أكتوبر المقبل. وقد جاء ذلك عقب اجتماع جمع ممثلي النقابات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بحضور الكاتب العام للوزارة ومدير الموارد البشرية وممثل الشؤون القانونية، في غياب الوزير عز الدين ميداوي.
وأكدت المصادر أن المفاوضات ستستمر بالتوازي مع مواكبة المشروع من طرف وزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، خصوصا في النقاط ذات الأثر المالي، مع ترقب النقابات لما ستسفر عنه الردود المنتظرة قبل منتصف أكتوبر، وهو ما يعتبره الفاعلون مكسبا يتطلب توحيد الجهود لضمان خروج النظام الأساسي في صيغة متكاملة.
وفي سياق آخر، تتجه الأنظار إلى محور الرباط – الدار البيضاء، حيث علمت مصادر موثوقة أن وزارة الداخلية عمّمت تعليمات صارمة على رجال السلطة من باشوات وقياد، تحت إشراف عمال الأقاليم، لتفعيل قرارات هدم “نائمة” لقصور وفيلات عشوائية في ملكية منتخبين حاليين وسابقين، بعد ورود تقارير استعجالية كشفت عن شبهات تواطؤ في ملفات التعمير. وتشمل التوجيهات قرارات هدم لم يتم تنفيذها منذ أشهر، خاصة في جماعة حد السوالم وإقليم مديونة، حيث رصدت مخالفات خطيرة شملت فيلات ومستودعات مستغلة في أنشطة صناعية غير قانونية، بينها تصنيع الأكياس البلاستيكية المحظورة. وقد شددت وزارة الداخلية على ضرورة تسريع تنفيذ هذه القرارات وتفادي الانتقائية في زجر المخالفات، حماية لحقوق المواطنين والمستثمرين على حد سواء.
وفي سياق الدينامية الاقتصادية والسياحية، تستعد شركة الطيران “تشاينا إيسترن إيرلاينز” لإطلاق خط جوي مباشر بين شنغهاي والدار البيضاء ابتداءً من أكتوبر المقبل، بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا، في خطوة ستعزز تدفقات السياح الصينيين نحو المغرب، خاصة مع استمرار الخط المباشر بين بكين والدار البيضاء الذي تشرف عليه الخطوط الملكية المغربية. ومن المتوقع أن يساهم هذا التوسع في تحقيق زيادة مهمة في أعداد السياح الصينيين الوافدين بحلول نهاية سنة 2025، وهو ما يشكل دفعة قوية للقطاع السياحي الوطني.
وفي مجال الاستثمار، أكد كريم زيدان، الوزير المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، أن مغاربة العالم يحظون بعناية مولوية خاصة جسّدتها التعليمات الملكية السامية الرامية إلى إحداث آلية جديدة لمواكبة الكفاءات المغربية بالخارج ودعم مشاريعهم الاستثمارية داخل الوطن. وأوضح الوزير أن الحكومة أحدثت لجنة موضوعاتية لتشجيع استثمارات مغاربة العالم، مع وضع خارطة طريق لتعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين عبر جهات وأقاليم المملكة، بما يرفع من مساهمتهم في النهوض بالاقتصاد الوطني.
وفي المشهد السياسي، تقدم حزب الأصالة والمعاصرة بمذكرة إلى وزارة الداخلية يقترح فيها إصلاحات جوهرية تخص المنظومة الانتخابية المقبلة، من بينها فرض جزاءات قانونية على الممتنعين عن التسجيل في اللوائح الانتخابية دون مبرر، واعتماد ترتيب الأسماء باللغتين العربية والفرنسية، إضافة إلى المطالبة بالإعلان المبكر عن تاريخ الانتخابات التشريعية قبل 100 يوم من موعدها، وذلك في إطار تعزيز الشفافية وضمان مشاركة واسعة للناخبين.
وفي الجانب الاجتماعي، وجهت وزارة الصحة تعميما إلى المدراء الجهويين لتفعيل مقتضيات القانون رقم 43.22 المتعلق بالعقوبات البديلة، من خلال إعداد لوائح للأعمال ذات المنفعة العامة وتحديد المؤسسات القادرة على استقبال المحكوم عليهم بالأحكام البديلة. وتهدف هذه الخطوة إلى إدماج الفئات المعنية في أنشطة مهنية واجتماعية تسهم في إعادة تأهيلهم وتحقيق المصلحة العامة.
أما على الصعيد البيئي والفلاحي، فقد شهدت مدينة أكادير افتتاح أول مصنع متطور لإنتاج الذباب المعقم على الصعيد الوطني والإفريقي، بطاقة إنتاجية تصل إلى 130 مليون ذبابة عقيمة أسبوعيا، بهدف حماية ما يقارب 180 ألف هكتار من مزارع الحمضيات في سوس من الآفات الزراعية. ويُنتظر أن يساهم هذا الإنجاز في تقليص الاعتماد على المبيدات الكيميائية وتعزيز جودة المنتوجات المغربية الموجهة إلى الأسواق العالمية، في خطوة تعكس التوجه الوطني نحو تنمية فلاحية مستدامة.
وفي مستجدات إعادة الإعمار، تتواصل الجهود الوطنية في الأقاليم المتضررة من زلزال الحوز، الذي ضرب المنطقة في شتنبر 2023، حيث بلغت نسب إنجاز مشاريع السكن والبنية التحتية والتعليم والصحة مستويات متقدمة تجاوزت 90 في المائة في بعض المناطق، وذلك بفضل التنسيق الوثيق بين مختلف الفاعلين، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى إعادة إعمار المناطق المنكوبة في آجال قياسية.
وعلى الصعيد الدولي، بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى رئيسة جمهورية مقدونيا الشمالية، غوردانا سيليانوفسكا دافكوفا، بمناسبة احتفال بلادها بعيد الاستقلال، مؤكدا حرص المملكة على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.
وفي سياق أمني، تمكنت مصالح الجمارك بميناء طنجة المتوسط من إحباط عملية تهريب درونات متطورة من الجيل الجديد كانت موجهة إلى التراب الوطني، في إطار جهودها المتواصلة لمحاربة التهريب وحماية الأمن الوطني. وأسفرت العملية عن حجز معدات إلكترونية متقدمة كانت مخبأة بإحكام في سيارات قادمة من أوروبا، في حين تتواصل التحقيقات لتحديد وجهة هذه المعدات والأطراف المتورطة في العملية.
وتزامنا مع التحولات الاقتصادية، كشف تقرير حديث أن سوق الأدوية في المغرب يتجه نحو توسع كبير خلال السنوات المقبلة، خاصة في مجال الأدوية الجنيسة التي تكتسب زخما متزايدا بفضل الإصلاحات القانونية والاستثمارات الجديدة في قطاع الصحة، إلى جانب تعميم نظام المساعدة الطبية، ما يجعل المغرب في قلب دورة إيجابية لهذه الصناعة الحيوية.
أما على مستوى المناخ، فقد أعلن المغرب عن إعداده إطارا قانونيا جديدا يهدف إلى تعزيز الشفافية المناخية، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق البيئة العالمي، وذلك في خطوة ترمي إلى مواءمة الآليات الوطنية مع اتفاق باريس للمناخ وتيسير الولوج إلى التمويلات الدولية المخصصة للتنمية المستدامة.
وفي الأخبار المحلية، شهدت مدينة مراكش حادثا مأساويا فجر يوم الإثنين، حيث اندلع حريق بخمس أكواخ بدوار “مولاي عزوز الملك” بالمنطقة الحضرية النخيل، وأسفر عن وفاة شخصين. وقد تدخلت السلطات المحلية والأمنية ومصالح الوقاية المدنية بشكل عاجل لإخماد الحريق وفتح تحقيق لتحديد أسبابه وظروفه.
وفي الختام، يبقى المشهد الوطني حافلا بالتطورات، بين رهانات الإصلاحات القطاعية، ومشاريع التنمية الاقتصادية، والجهود الاجتماعية والبيئية المتواصلة، وسط دينامية حكومية ومؤسساتية تسعى إلى تعزيز مكانة المغرب قاريا ودوليا.



