
وأخيرا تأكد وصول الجنرال حداد إلى إسبانيا على زورق سريع مخصص للهجرة غير النظامية. ذلك ما أكدته مصادر إسبانية رسمية، بما في ذلك صحيفة “إل كونفيدنسيال”، وفندت هذه المصادر أكاذيب الاعلام الجزائري والسلطات الجزائرية التي ادعت أنها قبضت عليه في وقت سابق.
و صرح الجنرال حداد عند وصوله إلى إسبانيا، “فقد”أنه قرر الفرار بعد أن علم أنه سيتعرض للاغتيال قبل مثوله أمام القاضي، وأن وفاته كانت ستُقدم على أساس أنها انتحار”.
وبالرغم من الحراسة العسكرية المشددة. فر “ناصر الجن “عبر البحر المتوسط على متن قارب سريع (زورق هجرة غير نظامية) في ساعات الفجر بين 18 و19 سبتمبر 2025، ووصل إلى ساحل كوستا بلانكا في أليكانتي بإسبانيا.
ويبدو أنه حصل على مساعدة من ضباط رفيعي المستوى داخل الجيش، مع خبرته العسكرية في العمليات السرية ساعدته في تجنب عملية مطاردة واسعة شملت مروحيات، حواجز طرق، وتفتيش مركبات في العاصمة الجزائر، بالإضافة إلى تعزيز الحدود مع تونس.
وأثار فرار “ناصر الجن” زلزالاً أمنياً وسياسياً خطيرا في الجزائر، حيث يحمل حداد أسراراً حساسة عن النخب الحاكمة في قصر المرادية وأيضا له ملفات عن المخابرات الجزائرية. ما أدى إلى عزل الجنرال محرز جريبي، رئيس المديرية المركزية لأمن الجيش، المسؤول عن حراسته.
وكان المجلس الأعلى للأمن الجزائري عقد اجتماعاً طارئاً برئاسة تبون، مع انتشار أمني غير مسبوق في العاصمة الجزائرية، وهو ما أحدث قلقا لدى الشعب الجزائري ، وأدى إلى استفحال الانقسامات داخل الجيش، حيث يوجد أكثر من 155 ضابطاً سامياً (بما في ذلك 60 جنرالاً) في سجن البليدة، وسط أزمات اقتصادية وغضب شعبي كبير.
ويُتوقع أن يطلب الجنرال حداد اللجوء السياسي، حيث لم تُسلم إسبانيا سابقاً جنرالات جزائريين رفيعي المستوى إلى الجزائر.
ولا زالت السلطات الجزائرية في حالة تأهب، مع مخاوف من تسرب معلومات حساسة قد تهدد استقرار النظام. وتجييش الشعب للخروج إلى الشارع في حراك آخر قد يقلب الأوضاع السياسية والاجتماعية بالبلاد.



