الرباط تجدد شارع محمد الخامس… قلب العاصمة السياسي يستعد لافتتاح السنة التشريعية

قبل أيام قليلة من افتتاح الدورة البرلمانية المقررة في 10 أكتوبر 2025 يشهد شارع محمد الخامس أحد أعرق وأشهر شوارع الرباط أشغالا كبرى لإعادة التهيئة والتزيين.هذا الشارع الذي يوصف بالعمود الفقري للعاصمة يحتضن البرلمان ومؤسسات مالية وإدارية بارزة ويعتبر واجهة رمزية للمملكة.

تشمل الأشغال الجارية إعادة تبليط الأرصفة وتعبيد الطرق إلى جانب ترميم جزئي لواجهات المباني التاريخية وصيانة المساحات الخضراء التي تمنح الشارع طابعه المميز. ويهدف المشروع إلى تحسين الإطار الحضري وتعزيز جاذبية قلب العاصمة سواء على المستوى الجمالي أو على صعيد تسهيل حركة التنقل.

ويمتد الورش من حي لوبيرا المطل على المدينة العتيقة وصولا إلى مقطع «الڭيزة» المحاذي لأسوار القصر الملكي وهو مقطع يجمع بين الرمزية التاريخية والوظائف المؤسساتية حيث يلتقي الإرث العمراني العريق بالحيوية السياسية والاقتصادية.

دلالات سياسية ورمزية

لا تقتصر العملية على بعد تجميلي،بل تحمل دلالات سياسية ورمزية قوية خصوصا مع اقتراب افتتاح السنة التشريعية الجديدة 2025-2026 طبقا للفصل 65 من الدستور حيث يفتتح جلالة الملك الدورة البرلمانية في الجمعة الثانية من شهر أكتوبر.
ومن هذا المنطلق تأتي هذه التهيئة بمثابة تهيئة للمشهد المؤسسي ولتقديم العاصمة في صورة حديثة تليق بكونها مركز القرار السياسي الوطني وواجهة المملكة أمام العالم.

الرباط مدينة الأنوار

تندرج هذه الأشغال في إطار برنامج “الرباط مدينة الأنوار عاصمة المغرب الثقافية” الذي يروم إعادة تأهيل الفضاءات العمومية والبنيات التحتية وصيانة المعالم التاريخية وتطوير شبكة الطرق والمساحات الخضراء. وهو برنامج يرسخ موقع الرباط كمدينة تجمع بين الأصالة والتحديث وتواكب دينامية المدن العواصم العالمية.

بين الإرث والتحديث

يبقى شارع محمد الخامس أكثر من مجرد ممر حضري فهو فضاء يحمل ذاكرة سياسية وثقافية للمغاربة ويمثل شاهدا على تحولات تاريخية كبرى.وإعادة تهيئته اليوم ليست فقط تحسينا بصريا بل تعبيرا عن رغبة في الحفاظ على الهوية التاريخية مع دمجها في مسار التحديث والتنمية المستدامة.