أخبار سريعةإفريقيا

الجزائر “جرثومة إفريقية” تسعى لفرض نفوذها عبر دعم الفوضى والانفصال

في تحليل جريء للعلاقات المتوترة في منطقة الساحل، وصف الكاتب الصحافي المالي المتخصص في شؤون المنطقة، عبد السلام ميغا، الدولة الجزائرية بـ**”الجرثومة الإفريقية”**، مشددًا على أنها تسعى إلى تكريس نفوذها الإقليمي عبر دعم الحركات الانفصالية والتدخل السافر في شؤون دول الجوار.

وفي حوار شامل مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أشار ميغا إلى أن الجزائر تعيش “عقدة تاريخية” تجاه الدول ذات الإرث الإمبراطوري كمالي والمغرب، مما يدفعها لمحاولة صناعة صورة عن نفسها من خلال تغذية الفوضى وانعدام الأمن في محيطها.

الجزائر تفقد الثقة: من وسيط إلى “طرف مُسبّب للأزمات”

ميغا أكد أن الجزائر فقدت أي رصيد لها كوسيط نزيه في النزاعات الإفريقية، مشيرًا إلى أن خطاب وزير خارجيتها الأخير في الأمم المتحدة اتسم بـ**”الألفاظ الجارحة”** وغياب اللباقة الدبلوماسية، ما اعتبره اعترافًا ضمنيًا بضعف الموقف الجزائري وعجزها عن تقديم الإثباتات.

وأرجع ميغا دعم الجزائر للإرهاب والحركات الانفصالية، مثل التجمع المسلح في شمال مالي، إلى جملة من الأسباب المتشابكة، أبرزها:

  1. السعي لفرض النفوذ عبر إقامة كيان تديره الجزائر أو خلق واقع فيدرالي يُبقي شمال مالي رهينة لمصالحها.
  2. أبعاد اقتصادية تتعلق بالسيطرة على مناطق غنية بالنفط والغاز مثل “حوض تودني”.
  3. هدف جيوسياسي يتمثل في تأمين ممرات لحركة ميليشيات البوليساريو لخدمة إستراتيجيتها القديمة لإطالة أمد نزاع الصحراء المغربية.

ووصف ميغا دور الجزائر بـ**”الجرثومة الإفريقية”** التي تفتعل الأزمات وتدعم الانفصاليين، مؤكدًا أنها أصبحت اليوم “معزولة دبلوماسيًا” وتُمثّل عبئًا على استقرار محيطها الإفريقي.

“دبلوماسية التنمية” المغربية في مواجهة “دبلوماسية الأزمات” الجزائرية

في المقابل، أكد الكاتب الصحافي المالي أن باماكو تتجه نحو تعزيز تحالفاتها مع شركاء جدد أكثر موثوقية، وفي مقدمتهم المملكة المغربية.

وأبرز ميغا الفارق الجوهري بين السياسات الخارجية للدولتين:

  • المغرب: يتبنى “دبلوماسية التنمية” القائمة على الاستثمارات الاقتصادية، والشراكات التجارية، والتعاون الثقافي، والمشاريع الميدانية التي تعزز البنية التحتية والاستقرار.
  • الجزائر: تعتمد على “دبلوماسية الأزمات” القائمة على الشعارات الثورية ودعم الحركات الانفصالية والتدخلات الأمنية، مما يربط حضورها غالبًا بمحاولات الابتزاز السياسي وتغذية التوترات.

كما أشاد ميغا بـ**”المبادرة الأطلسية”** التي أطلقتها الرباط لفائدة دول الساحل، معتبرًا إياها “رؤية استراتيجية بعيدة المدى” تمنح الدول الحبيسة فرصة تاريخية للولوج إلى المحيط الأطلسي، على الرغم من التحديات الأمنية والجيوسياسية.

تحول متوقع في الموقف المالي من الصحراء المغربية

توقع الكاتب الصحافي المالي حدوث تحول في الموقف المالي من قضية الصحراء، مؤكدًا أن التجارب القاسية التي مرت بها مالي مع الحركات الانفصالية ستدفعها تدريجياً نحو مساندة الطرح المغربي القائم على السيادة والوحدة الترابية.

وشدد ميغا على أن مالي تدرك، اليوم، أن دعم الانفصال في أي بلد يفتح الباب أمام تفككها الداخلي، لذا فإن “استقرار المنطقة لا يتحقق إلا باحترام سيادة الدول ووحدة ترابها الوطني”.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button