باريس – فاطمة بلعربي- الحدث الافريقي
في إنجاز تاريخي للدبلوماسية المصرية، انتخب مجلس اليونسكو التنفيذي اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2025، الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار السابق، مديرًا عامًا جديدًا للمنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). هذا الفوز يجعل العناني أول عربي يتولى هذا المنصب الرفيع، وسط تصفيق دولي وتهاني رسمية من قادة العالم.
الانتخاب والنتائج
جاء انتخاب العناني بعد تصويت حاسم في مقر اليونسكو بباريس، حيث حصل على 55 صوتًا من أصل58، مقابل صوتين فقط لمنافسه الوحيد، فيرمين إدوارد ماتوكو من جمهورية الكونغو. هذه الهامش الكبير يُعد الأكبر في تاريخ انتخابات المنظمة، مما يعكس الثقة الدولية في خبرة العناني في مجالات التراث الثقافي والسياحة.
كان العناني، البالغ من العمر 54 عامًا، مرشحًا قويًا منذ البداية، خاصة بعد سحب الولايات المتحدة دعمها للمرشحين الآخرين، مما مهد الطريق لفوزه. سيخلف العناني المديرة العامة السابقة أودري أزولاي، ومن المتوقع أن يتولى مهامه رسميًا في نوفمبر 2025 لمدة أربع سنوات.
خلفية العناني وإنجازاته
الدكتور خالد العناني، عالم مصريات متخصص، شغل منصب وزير الآثار من 2016 إلى 2019، ثم وزير السياحة والآثار حتى 2022. خلال فترته، أشرف على مشاريع كبرى مثل افتتاح المتحف المصري الكبير وترميم العديد من المواقع الأثرية، مما عزز مكانة مصر كوجهة ثقافية عالمية. كما ساهم في تعزيز التعاون الدولي في مجال الحفاظ على التراث، وهو ما يتناسب مع أهداف اليونسكو.
في تصريح له عقب الإعلان عن الفوز، قال العناني: “أشعر بالفخر والمسؤولية تجاه هذا المنصب، وسأعمل على تعزيز دور اليونسكو في مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي والتعليم الرقمي.”
الردود الرسمية والتأثيرات
تلقى العناني تهاني فورية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الذي أكد أن هذا الفوز “يعكس مكانة مصر الدولية وجهودها في مجال الثقافة والعلوم”. كما هنأت دول عربية أخرى، مشيرة إلى أن هذا الانتخاب يمثل تقدمًا للعالم العربي في المنظمات الدولية.
من المتوقع أن يركز العناني على قضايا مثل حماية التراث الثقافي في مناطق النزاع، وتعزيز التعليم في الدول النامية، بالإضافة إلى مواجهة التأثيرات السلبية للذكاء الاصطناعي على الثقافة. يأتي هذا الفوز في وقت تواجه فيه اليونسكو تحديات مالية وسياسية، خاصة بعد انسحاب بعض الدول الأعضاء.
يُعد انتخاب العناني خطوة إيجابية نحو تعزيز التنوع في القيادة الدولية، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين مصر والعالم في مجالات التربية والعلوم والثقافة.
