أخبارالرئيسيةفي الصميم

انْـــسَــحَــبــوا أو تَــمَــردوا..لا فــرق

أن نذهب مبكرا للانتخابات ، أو نؤجلها أعواما أخرى ،أو نغظ في النوم السياسي العميق إلى حين، أن نشارك أو نقاطع ..لا فرق ، الألوان المتنافرة نفسها باقية ، وأجهزة التحكم لن تتعطل ، والشعب متعب جدا ، وملهاة الديموقراطية الوهمية صارت مملة، وانكشفت خدعها في كواليس تغيير الوجوه والأقنعة..

بقلم: فاطمة الإفريقي

أن يستقيلوا أو يتمردوا أويشربوا البحر أو يصعدوا للنجوم.. وأن ينسحبوا أو يبقوا قليلا ،أويذهب بعضهم أو يأتي الآخرون .. لا فرق ، العرض العبثي نفسه مستمر، والممثلون البارعون يتبادلون بينهم أدوار البطولة .. يتقمصون أدوار الخير حينا ، و أدوار الشر حينا ،خارج سياق النص الدستوري .

أن تطول المفاوضات أو تمر سريعة ،أن نتفاوض صائمين، أو على مائدة الإفطار ، أن يفطر عنده أو يصلي معه التراويح ، أن يلتقيان بالعناق أو بقبلتين باردتين ، أن يتسامحا أو يتنازلا أويظلا متصارعين.. الأمر سيان ، النهاية متوقعة، والبدايات نعرفها ،وذاكرة الشعب قوية ، وقاموس السب بينهما لن يمحوه النسيان .

أن يكونوا ستينا أو أربع وخمسين أو أقل أو لاشيء ..لا فرق ،كل الأرقام تصلح للضرب والقسمة والانكسارات المتتالية ، وكل المعادلات ممكنة لصناعة أغلبية صورية .

أن نحذف من سبق، أو نصبغ من لحق، أو نعفو على من سلف، أو ندفن الماضي أو نفضح المستور أو نحلل المحظور.. لا فرق ، كل العلاوات مستحقة ، وكل السبل مشروعة لرسم خريطة هجينة على المقاس، وكل الطرق تؤدي لنفس المصير ،وكل الحكومات خيال ظل لحكومة خارج لعبة الصناديق والأرقام و اختلال المعادلات الحسابية في لعبة البقاء والانسحاب .

أن نشكل أغلبية أو نذرة، أو نصبح كلنا معارضة، أن نكون منسجمين أو متنافرين أو متواطئين..أن نعد القوانين في البرلمان أو في مطبخ الحكومة أو تأتينا أطباقها جاهزة.. الأمرسيان ، فالأمر أمرهم والرأي رأيهم والقانون يعزف لهم لحن الاستمرارية و الخلود .

أن نكون بلحي طويلة أو مشذبة أو شوارب أو بطون عارية أوساعات يد فاخرة، لا فرق..البرامج نفسها متواصلة، التلفزيون يبث مديحه كل مساء ، والدستور بطيء الخطو في النزول، والنخبة في حالة شرود، والربيع وهم، والعصي حقيقة، والديمقراطية فوضى، و الاستثناء صناعتنا المتميزة.

أن نكون جميعا أو نقل قليلا ،أن نميل يمينا أو ننعرج يسارا ، أن تشرق الشمس أو تغيب أو ينطفىء المصباح فجأة ، لا تغيير .. الظل ثابت في مكانه ،لا يقصر في الظهيرة، ولا يطول في الغروب ،يحوم الحمام لحراسته، والميزان يختل من أجله ، والكتاب يمحو ذاكرته ، والجرار يحصد من بابه العاصفة ، والسنابل تنحني له خنوعا .

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button