أخبارأخبار سريعةسياسة

المغرب–أمريكا.. شراكة استراتيجية راسخة وتوافق كامل حول قضية الصحراء


جددت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها الواضح والدائم من قضية الصحراء،مؤكدة دعمها الكامل لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية واعتبار مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007 “الأساس الوحيد الواقعي والجاد” للتوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع الإقليمي.

هذا التأكيد جاء على لسان مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي الخاص للشؤون الإفريقية في منشور له على منصة “إكس” عقب لقائه بمدينة نيويورك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة.

مباحثات استراتيجية في نيويورك



أوضح بولس أن المباحثات ركزت على تسريع العملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع و تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.مع تشجيع الاستثمارات الأمريكية في مختلف جهات المملكة بما فيها الأقاليم الجنوبية وهو ما يعكس قناعة أمريكية بجدية المغرب في تنمية مناطقه الجنوبية وفتحها على الاقتصاد العالمي.

موقف أمريكي متجذر



هذا الموقف يتناغم مع الاعتراف الرسمي الذي أعلنته واشنطن سنة 2020،خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء والذي تمت ترجمته عبر خطوات عملية أهمها
افتتاح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة لتعزيز التعاون الاقتصادي
إطلاق برامج استثمارية ودعم للشركات الأمريكية الراغبة في دخول السوق المغربية بالأقاليم الجنوبية.

ومؤخرا جددت الإدارة الأمريكية الحالية هذا التوجه على لسان كريستوفر لاندو،مساعد وزير الخارجية الأمريكي الذي أكد أن الاعتراف بمغربية الصحراء يندرج ضمن المبادرات الدبلوماسية والاقتصادية المستمرة لواشنطن مشيرا إلى أن بلاده “سعيدة بمواكبة الشركات الراغبة في الاستثمار بهذه المنطقة”.

تحالف استراتيجي متين

إلى جانب قضية الصحراء،أكد بولس أن اللقاء مع بوريطة كان مناسبة للإشادة بـ متانة العلاقات المغربية–الأمريكية،القائمة منذ أكثر من قرنين والتي تشهد اليوم زخما متجددا بفضل التعاون الوثيق في قضايا إقليمية ودولية خاصة ما يتعلق بمحاربة الإرهاب،تعزيز الاستقرار في إفريقيا ودعم التنمية الاقتصادية.

انعكاسات الموقف الأمريكي على المواقف الدولية



يرى مراقبون أن تجديد واشنطن دعمها لمغربية الصحراء يعزز موقع الرباط في الساحة الدولية ويدفع عددا من الدول الأوروبية والإفريقية إلى إعادة النظر في مواقفها.
ففي أوروبا بدأت بعض العواصم مثل مدريد وبرلين بالتحرك نحو تبني موقف أكثر وضوحا لصالح مقترح الحكم الذاتي باعتباره الخيار الأكثر واقعية واستقرارا.أما في إفريقيا،فإن الموقف الأمريكي يشجع دولا عدة على السير في الاتجاه نفسه،خصوصا مع الدينامية الدبلوماسية التي أطلقها المغرب من خلال عودة قوية إلى الاتحاد الإفريقي وتعزيز التعاون جنوب–جنوب.
على المستوى الأممي، يمنح الموقف الأمريكي زخما إضافيا لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ويؤكد أن الحل السياسي الوحيد القابل للتطبيق هو مبادرة الحكم الذاتي.

ويرى محللون أن هذا التوجه الأمريكي يكرس المغرب كـ فاعل استراتيجي إقليمي ويزيد من عزلة الأطروحة الانفصالية في المحافل الدولية،في وقت يتنامى فيه اهتمام القوى الكبرى بالاستقرار والأمن والتنمية في منطقة الساحل والصحراء.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button