تسريب وثيقة “جسر ترامب”: خطة أمريكية لإعادة رسم خرائط القوقاز وتطويق إيران

كشفت وثيقة مسربة نشرتها صحيفة “بيريوديستا ديجيتال” الإسبانية عن اتفاق ثلاثي سري بين أرمينيا والولايات المتحدة وأذربيجان، يقضي بتسليم ممر “زنجيزور” الحدودي لإدارة أمريكية خاصة لمدة 99 عاماً. ويحمل الاتفاق اسم “جسر ترامب“، وينص على تولي شركة أمن أمريكية خاصة تشغيل الممر بصلاحيات تخولها استخدام القوة، مما يضعه فعلياً خارج السيطرة الأرمينية.

غضب أرميني ورد إيراني حاد: مؤامرة لتطويق طهران

أثار هذا الكشف غضباً واسعاً داخل أرمينيا، حيث وصف الكثيرون الموافقة على الاتفاق بأنها “خيانة وطنية”. ولم تنتظر إيران طويلاً للرد، حيث اعتبر مستشار المرشد الأعلى، علي أكبر ولايتي، المشروع غطاء لعملية تطويق تقودها واشنطن وتل أبيب وحلف الناتو، بهدف “ضرب محور المقاومة وعزل طهران عن روسيا والقوقاز”. واعتبر ولايتي ذلك جزءاً من خطة أمريكية لنقل الضغط من أوكرانيا إلى “الخاصرة الشمالية لإيران”.

أذربيجان في قلب الصراع الإيراني-الإسرائيلي وتحذيرات من صدام مباشر

تأتي هذه التطورات في ظل تقارير استخباراتية سابقة أكدت أن إسرائيل استخدمت المجال الجوي الأذربيجاني لضرب أهداف داخل إيران، مما يضع باكو في قلب الصراع الإيراني الإسرائيلي. يرى خبراء، بمن فيهم الخبير العسكري والاستراتيجي العميد خالد حمادة، أن خطة “زنجيزور” قد لا تظل على الورق طويلاً، مما ينذر بحصول صدام مباشر بين واشنطن وطهران، ولكن هذه المرة من بوابة القوقاز.

وأشار العميد حمادة إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإلغاء نفوذ إيران الإقليمي، مضيفاً أن المواجهة مع طهران قد لا تقتصر على القصف الجوي، بل قد تتطور إلى مواجهة برية بوحدات إقليمية، بما في ذلك إسرائيل وأذربيجان. وأكد أن هذا الممر “يطوق طهران، ويفصل بينها وبين روسيا، ويضعها في مواجهة مع من اعتبرتهم حلفاء بالأمس”. واختتم بالقول إن الولايات المتحدة تريد إيصال رسالة لطهران بأن عليها “الاستجابة لما تقوله الولايات المتحدة الأمريكية والعودة إلى داخل حدودها، وإلا فهناك خيارات أخرى قد لا تستطيع إيران تفادي نتائجها”.