في أول زيارة رسمية له إلى الخارج منذ توليه منصبه، وصل رئيس الوزراء السوداني، كامل الطيب إدريس، إلى القاهرة يوم الخميس في زيارة اعتبرت استراتيجية للغاية، تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين، اللذين تجمعهما روابط تاريخية وجغرافية، وخاصة نهر النيل.
وكان ملف سد النهضة الإثيوبي أحد أبرز المواضيع على طاولة النقاش. وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، رفض بلاده القاطع لأي خطوات أحادية من جانب إثيوبيا فيما يخص السد. مشددًا على أن “النيل ليس استثناءً، ويجب أن تطبق عليه قواعد القانون الدولي دون استثناء أو معاملة خاصة”، داعيًا إلى التشاور بين دول حوض النهر.
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء السوداني بوجود “توافق” بين البلدين، وأعلن عن تفعيل وشيك لـلجان فنية مشتركة لمناقشة الملفات الحساسة. تأتي هذه الخطوة في ظل سعي السودان لتعزيز تحالفاته، خاصة مع استمرار الحرب الأهلية التي اندلعت في أبريل 2023، والتي تسببت في نزوح أكثر من 10 ملايين شخص، واستضافة مصر لأكثر من 1.5 مليون لاجئ سوداني.
وتعد هذه الزيارة خطوة مهمة نحو الاستقرار الإقليمي، حيث تظهر رغبة السودان في استعادة دوره الدبلوماسي رغم الأوضاع الداخلية الصعبة. ومن المقرر أن تجتمع اللجان المشتركة المصرية السودانية قبل نهاية شهر سبتمبر المقبل لمتابعة القضايا المتفق عليها.
