منتخب الشباب يقدم درسًا نموذجيًا أمام أمريكا ويفتح بوابة المجد العالمي
مصطفى قنبوعي
في أمسية كروية ليست كسابقاتها، سطر المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة فصلًا جديدًا من فصول كتابة التاريخ في سجل المونديال العالمي للشباب، مقدّمًا عرضًا بطوليًا يعكس صحوة الكرة المغربية الممتدة من مونديال قطر 2022 إلى مونديال الشيلي 2025.
فبعد أداء رجولي وروح قتالية عالية، تمكن “أشبال الأطلس” من بلوغ المربع الذهبي عن جدارة واستحقاق، ليؤكدوا أنهم قاهرون للكبار، وحاملون لراية المجد الكروي المغربي في سماء العالمية.
دخل المنتخب المغربي اللقاء بثقة كبيرة، ونجح في افتتاح التسجيل بهدف أسطوري في الشوط الأول، قبل أن يحتسب الحكم ركلة جزاء مثيرة للجدل لصالح المنتخب الأمريكي، أعادت المباراة إلى أجواء من الترقب والإثارة. ومع بداية الجولة الثانية، واصل الأشبال أداءهم بنفس الإصرار والعزيمة، غير آبهين بمحاولات المنتخب الأمريكي الذي اعتمد على قوته البدنية وطول قامته في محاولة لفرض سيطرته الميدانية.
لكن عناصر المنتخب المغربي كانت في الموعد، وأثبتت نضجها التكتيكي العالي، إذ نجحت في استغلال هفوة دفاعية أمريكية لتسجيل الهدف الثاني بنيران صديقة أربكت حسابات الخصم. تألق الحارس المغربي بدوره في التصدي للعديد من الكرات الأرضية والعالية، مانحًا الثقة لبقية زملائه ومثبتًا أن حراسة المرمى المغربية لا تزال مدرسة قائمة بذاتها.
وفي اللحظات الأخيرة من المباراة، وبالضبط في الدقيقة 87، جاءت رصاصة الرحمة من قدم اللاعب ياسين جسيم، الذي وقّع الهدف الثالث ليبدد الحلم الأمريكي ويعلن رسميًا تأهل المغرب إلى نصف نهائي المونديال، وسط فرحة عارمة للجماهير المغربية داخل الوطن وخارجه.
بهذا الانتصار التاريخي، يكون المنتخب المغربي قد فتح بوابة المجد الكروي العالمي على مصراعيها، مؤكدًا أن الكرة المغربية أصبحت اليوم من بين سيدات المدارس الكروية العالمية، بفضل عقلية مغربية خالصة يقودها مدرب وطني شاب يؤمن بالإبداع والانضباط وروح المجموعة.
إنه جيل مغربي جديد لا يعرف للاستسلام طريقًا، جيل يُبدع ويُمتع، ويسير بثبات على خطى الكبار، في انتظار مواجهة الخصم المقبل بعين الحلم والطموح، لمواصلة كتابة التاريخ بحروف من ذهب، وتثبيت اسم المغرب في سجل الأبطال العالميين.
