المغرب وموريتانيا.. تعاون متصاعد ورؤية مغاربية جديدة

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة،أن العلاقات المغربية–الموريتانية دخلت خلال سنة 2025 مرحلة نوعية جديدة بفضل تكثيف الزيارات الرسمية رفيعة المستوى وتفعيل اللجان الثنائية وتوقيع مجموعة من الاتفاقيات التي شملت مجالات اقتصادية-تجارية-ثقافية وأمنية.أبرز الوزير أن الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة ستعقد في نواكشوط قبل نهاية السنة الجارية وهو ما يعكس الإرادة السياسية القوية لرفع مستوى التنسيق بين البلدين.
دعوة ملكية لرأب الصدع مع الجزائر
وفي سياق التطورات المغاربية،ذكر بوريطة بالدعوة الملكية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الجزائري،عقب اعتماد مجلس الأمن للقرار 2797 حيث دعا الملك إلى فتح حوار صادق ومسؤول يهدف إلى تجاوز الخلافات القائمة وإعادة بناء علاقات تسودها الثقة وحسن الجوار. وتأتي هذه المبادرة الملكية رغم التوترات السياسية الراهنة في رسالة واضحة بأن المغرب يظل منفتحا على الحوار وملتزما بالاستقرار الإقليمي.
الصحراء المغربية… نحو مرحلة حسم نهائي
وفي ملف الصحراء المغربية،شدد بوريطة على أن النزاع يسير بثبات نحو حل نهائي في إطار مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007 والذي أصبح يحظى بدعم واسع على المستوى الدولي.وأكد أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية شكل نقطة تحول استراتيجية، باعتباره اعترافا لا رجعة فيه.
وأشار الوزير إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 2797، المعتمد بتاريخ 31 أكتوبر 2025 رسخ الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره الحل الوحيد والواقعي للنزاع مؤكدا أن النقاش في المرحلة المقبلة سيتركز على تفعيل الحكم الذاتي داخل السيادة المغربية وليس على مناقشة شرعية هذه السيادة التي أصبحت بحكم الأمر الواقع محسومة دوليا .
دينامية جديدة بين الرباط ونواكشوط
وفي ما يتعلق بالشراكة الثنائية مع موريتانيا،أوضح بوريطة أن البلدين يشهدان طفرة في التنسيق السياسي والاقتصادي،تتجلى في تطوير المبادلات التجارية عبر معبر الكركرات،
• تعزيز التعاون في الصيد البحري والفلاحة والتكوين المهني،توسيع الاستثمارات المغربية في نواكشوط ونواذيبو وتنسيق المواقف في ملفات الساحل والصحراء ومكافحة الإرهاب.
وأضاف أن هذه الدينامية تؤسس لمرحلة جديدة من التكامل المغربي–الموريتاني مدعومة بإرادة سياسية مشتركة ورؤية استراتيجية تهدف إلى بناء فضاء مغاربي متماسك وفعال.
ليبيا… استمرار الدور المغربي في صناعة التوافق
كما جدد وزير الخارجية التأكيد على أن المغرب سيواصل الاضطلاع بدور مركزي في تسوية الأزمة الليبية،عبر دعم مسار الحوار الوطني وتقوية مؤسسات الدولة الليبية. وأشار إلى أن اتفاق الصخيرات لعام 2015 ولقاءات بوزنيقة (دجنبر 2024) شكلا محطات أساسية في دفع العملية السياسية إلى الأمام من خلال توفير أرضية للتوافق بين الفرقاء الليبيين بما يسهم في تحقيق الاستقرار ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة.



