التعليم بالمغرب.. كفاءات متميزة وتحديات الهدر المدرسي

كشفت رئيسة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، رحمة بورقية، عن مفارقة بارزة في نظام التعليم المغربي، حيث يتم إنتاج كفاءات عالية قادرة على المنافسة دوليًا والالتحاق بأعرق الجامعات، في مقابل استمرار مشكلة الهدر المدرسي التي تطال شريحة واسعة من التلاميذ.
وأوضحت بورقية خلال افتتاح دورة الجمعية العامة أن الدراسات والتقييمات تشير بوضوح إلى معضلة التكرار والانقطاع الدراسي، وما ينتج عنها من إقصاء للتلاميذ من استكمال تعليمهم الأساسي، مما يغذي الأمية والهشاشة ويعيق الارتقاء الاجتماعي.
وأكدت على أن التحدي الأساسي للإصلاح يكمن في تقليص هذه الفئة المتضررة وصولًا إلى القضاء التام على الظاهرة، مشيرة إلى أن وزارة الوصاية تعمل على ذلك من خلال تجربة “برنامج المدارس الرائدة”. ودعت إلى اعتبار المرحلة المقبلة حاسمة لتعميق وتسريع الإصلاحات وابتكار آليات فعالة لتطبيقها.
في سياق متصل، شددت بورقية على ضرورة مواكبة التطورات المتسارعة في علوم التربية والتكنولوجيا، خاصة علوم الأعصاب والذكاء الاصطناعي، وتأثيرها على طرق تفكير الشباب وقدراتهم المعرفية وسلوكهم. وأشارت إلى أهمية تهيئة الجيل الجديد للتعايش مع الثورة الرقمية وحمايتهم من مخاطرها في ظل غياب الضوابط والمعايير الأخلاقية في العالم الافتراضي.
واختتمت بورقية بالتأكيد على أهمية التقائية جهود جميع المؤسسات المتدخلة في قطاع التربية والتكوين والبحث العلمي لتحقيق التحول المنشود وإحداث أثر ملموس على مكامن الضعف في المنظومة التعليمية.



