أخبارالرئيسيةثقافة و فن

عمرو كناوي… بهاء الناقد وبهاء الإنسان

بقلم: القبطان عبد الله دكدوك

على ضفاف المعرفة والخلق، وعلى مسارات الفكر الذي يسمو بإنسانيته قبل قلمه، يطل علينا الدكتور عمرو كناوي، الناقد البصير، والأستاذ الباحث الذي تشع من حضوره لمسات نُبلٍ لا تخطئها العين، ولا تنكرها الروح.

سنوات من التعارف والمرافقة، كافية لأشهد أن هذا الرجل لا يُقارب الأشياء إلا بقلب ممتلئ بحس المسؤولية النقدية، لا يكتب ليهدم، بل ليؤسس، لا يُمسك بالقلم إلا بعد أن يحاور ذاته، ويُنقّب في المقولات، ويضع الحقيقة فوق كل انتماء. إنه الناقد الذي يعتبر كلمته أمانة، لا يخضعها لمزاج ولا يُقحمها في حسابات ضيقة. فالنقد في عرفه رسالة، والناقد في وعيه ضمير لا ينام.

كتابات الدكتور عمرو كناوي ليست مجرد اشتغالات أكاديمية، بل هي رؤى مضيئة تُضفي على النصوص شرعية فكرية وأدبية، فإن أثنت فبجودة، وإن خالفت فبجمالية التوجيه وعمق التمكّن. فالرجل يمتلك أدواته بحرفية رفيعة، ولغته تسعفه كما تسعفه شفافيتُه الفكرية وأخلاقياتُه النادرة.

لقد جمعتني به أكثر من تجربة، داخل مكناس وخارجها، وفي عدة مناسبات ثقافية وعلمية، كما كان ضيفاً كريماً ومرافقاً وفياً في برنامج “حديث الثلاثاء”، وواحداً من الأصوات المضيئة التي استضفناها عبر مؤسسة على صفحتي علم الدولية للإبداع والمبدعينفكر ثقافة وعلوم. أما الدورة العاشرة التي وُسمت باسمه، فكانت لحظة تاريخية تشهد على أثره، كيف لا وقد شاركنا في دورة الإعلامي الكبير عبد السلام العزوزي، ليكون اللقاء حافلاً بالثراء، والغنى، والامتنان.

الدكتور عمرو كناوي ليس فقط ناقداً مقتدراً، بل هو أيضاً ابن بار لمراكش، اختار مكناس موطناً وفضاءً لإشعاع فكره. لذلك، أرجو من الجهات المعنية أن تلتفت إلى تميزه، وتُعلي من شأنه، فهو أحد أعمدة المشهد الثقافي المغربي، وواحد من الأصوات التي تستحق الاحتفاء والتقدير.

شكراً لك، دكتور الأجيال…

شكراً لأنك أضأت فينا مساحات جديدة من الفهم والدهشة…

وشرفتنا بحضورك وبهائك

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button