Hot eventsأخبارالرئيسيةفي الصميم

الصحافي عبد السلام البوسرغيني يعدد الدوافع الشريرة لجريدة ƎᗡИOМ⅂Ǝ الفرنسية

لكل موقف دوافع مصلحية تحرك صاحبه ، وقد تكون شخصية وقد تكون لها علاقة وارتباط بفئة أو ببلد . هذا، إذا ما إفترضنا أن نوايا صاحبها أو أصحابها نوايا بريئة . فهل تصدق هذه القاعدة على ما أقدم عليه أصحاب جريدة لوموند الباريسية ؟ .

وأنا أمعن التفكير وأقلب ما بدا لي من الإفتراضات ، تساءلت : كيف لفرنسيين أن يتجرأوا على نشر مابدا لهم نشره مناسبا لهم ، بعدما إستعادت الدوائر الفرنسية العليا ما تطلبه تطبيع علاقات فرنسا بالمغرب ؟ وقد تساءلت أيضا ألا يكون ما يزال في فرنسا من الأوساط من لا يرضي أصحابها ما حصل من انفراج ، بل ومن تفاهم دبلوماسي بين باريس والرباط ؟ وقلت ربما لأسباب جيوسياسية أوجيوإقتصادية ، تحاول تلك الأوساط تخريب ما تم بناؤه من أجل بناء مستقبل مضيئ للعلاقات المغربية الفرنسية خلال الثلاثين المقبلة ، كما تنبأ بذلك أحد الوزراء الفرنسيين.

لقد حملت إلينا الأخبار أخيرا ما يفيد بأن الدرهم المغربي أصبح عملة متداولة في منطقة إفريقيا الغربية ، حيث يسود الفرنك الإفريقي الذي ما تزال تتحكم فيه على ما أعتقد المؤسسة النقدية الفرنسية وتستغل تدبير الشؤون النقدية الإفريقية لفائدة فرنسا ، وبشكل مجحف للدول الإفريقية .

الواقع أن تداول الدرهم المغربي لم يأت من فراغ ، بعد النفوذ الإقتصادي للمغرب في إفريقيا، وقد يصبح عملة منافسة في الميدان . فالفتح الإقصادي المغربي لإفريقيا الغربية لقي قبولا لدى الأفارقة لأنه بني على أساس رابح-رابح؛ وأعطى الثمار المرجوة منه ، وتنظمه وتتحكم فيه ما يناهز ألف إتفاقية متوازنة .

وقد كان هذا الفتح شبيها بالفتح الديني في العهود الماضية ، وظل يتعزز في عصرنا بفتح العديد من المساجد في أكثر من عاصمة إفريقية ( وأتجنب إستعمال كلمة الغزو سواء منه الديني أو الإقتصاددي لأن ما حدث لم يكن من قبيل الإستغلال أو تحقيق الربح على حساب الشركاء الأفارقة ) .

لقد إعتمد المغرب في إقامة شراكاته مع الأقطار الإفريقية على إقامة مقاولات وشركات مغربية مفتوحة في وجه الأفارقة للمساهمة في نشاطها من أجل البناء والتشييد ، وخلق مصادر الثروة لتوفير الشغل وتلبية حاجيات الأسواق من البضائع ومن الخدمات .

وقد إستثمر من الأموال ما جعله أكبر مستثمر في عدد من الأقطار الإفريقية . و يعد المكتب الشريف للفوسفاط من أهم المستثمرين في عموم إفريقيا، ومن العاملين على النهوض بالقطاع الزراعي الإفريقي لمواجهة معضلة توفير الغذاء .

أفلا يكون ما حصل في إفريقيا الغربية لصالح التعاون المغربي الإفريقي قد أزعج أوساطا فرنسيةذات صبغة نقدية وأقتصادية ، فأصبحت ترى في المغرب منافسا قويا قد يهز مراكز القوى التي كانت تبيح لها ممارسة الإستغلال الذي يضايق الأفارقة ؟

إن ما قامت به جريدة لوموند لم يكن عملا بريئا بل تعمد المساس بسمعة المغرب ، وأيضا بمحاولة تقويض ما بناه من ثقة لدى الأفارقة في سلامة نوايا المغاربة والتعامل معهم على قدم المساواة .

كما قد يكون إستهدف الثقة في توفر الإطمئنان على سلامة الوضع في المغرب وإستقراره السياسي والأمني .

وإن ما بني على الثقة وصدق النوايا لا يمكن أن يقوضه ما يصنعه أصحاب النوايا السيئة . والأهداف النبيلة لابد أن تجد نبلاء يسعون لتحقيقها وصيانتها.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button