بين غامبيا وليما وتافراوت… مغرب يتحرك وفساد ينفجر!

في ظل حركية وطنية تتقاطع فيها الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، تشهد الساحة المغربية تطورات متلاحقة تعكس انخراط المملكة في مسارات إصلاحية متعددة، داخليًا وخارجيًا، وتؤكد في الآن ذاته متانة تموقعها على الصعيدين الإفريقي والدولي. فعلى مستوى التعاون جنوب–جنوب، تندرج الزيارة الرسمية التي قام بها وفد رفيع من جمهورية غامبيا لوزارة العدل، بهدف الاستفادة من التجربة المغربية في تحديث ورقمنة الإدارة القضائية، ضمن الدينامية الإفريقية المتسارعة في مجال العدالة وتبادل الخبرات.
اقتصاديًا، كشفت أحدث المؤشرات عن ارتفاع الأصول المالية للأسر المغربية إلى 1109 مليار درهم خلال سنة 2024، بنمو بلغ 8.1% مقارنة بالسنة الماضية، مدفوعًا بزيادة ودائع الأسر بنسبة 7.5% رغم تراجع الودائع لأجل، ما يعكس ثقة متنامية في النظام البنكي واستقرار السلوك المالي.
دوليًا، يواصل المغرب حضوره في المحافل الأممية، من خلال مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للبلدان النامية غير الساحلية بمدينة أوازا بتركمنستان، وهو ملتقى يهدف إلى تعزيز إدماج هذه الدول في السياسات التنموية والاستثمارية الدولية، بالتوازي مع الحضور المغربي في المؤتمر العربي الرابع للرياضة والقانون المنعقد بالقاهرة، حيث شكل التحكيم في المنازعات الرياضية محور النقاش بين خبراء وممثلين عن الفيفا والدول العربية.
أما في قطاع السكن، فقد كشف تقرير رسمي عن ارتفاع التمويل التشاركي إلى 25 مليار درهم خلال سنة 2024، بنسبة نمو بلغت 16%، مقابل استقرار القروض التقليدية عند 265 مليار درهم، ما يعكس حذرًا نسبيًا لدى المستهلك المغربي في سياق اقتصادي دقيق.
ومن جهة بني ملال–خنيفرة، تستعد الجهة لاحتضان أسبوع خاص بمغاربة العالم ما بين 11 و15 غشت، يهدف إلى تحفيزهم على الاستثمار والمشاركة في ورشات ولقاءات ميدانية، ضمن مقاربة جديدة تعبئ كفاءات الجالية في مشاريع تنموية ملموسة. فيما تحتضن أكادير دورة تكوينية للنساء العسكريات من 14 دولة، بتنظيم مشترك بين المغرب وفرنسا والأمم المتحدة، لتعزيز حضور المرأة في عمليات حفظ السلام.
ديبلوماسيًا، يتواصل الحضور المغربي في إفريقيا الوسطى، حيث نظمت السفارة المغربية حفل استقبال بمناسبة عيد العرش، حضره رئيس الجمهورية وعدد من كبار المسؤولين، تجسيدًا لعمق العلاقات الثنائية ودعم هذا البلد الإفريقي للسيادة الوطنية للمملكة.
تنمويًا، تم تخصيص غلاف مالي يناهز 10 ملايين درهم لدعم البنيات التحتية للصناعة التقليدية بتافراوت، في إطار جهود تثمين الحرف الأمازيغية وتعزيز السياحة الثقافية والتنمية المحلية المستدامة.
وفي موضوع التخييم، أوضحت وزارة الشباب والثقافة والتواصل أن عملية انتقاء الجمعيات المستفيدة تخضع لمعايير محددة مسبقًا، تشمل الأقدمية والكفاءة والتغطية الجغرافية، نافية وجود أي إقصاء غير مبرر.
وفي سياق محاربة الفساد، تم توقيف قائد ترابي بمراكش للاشتباه في تورطه في قضية فساد، في وقت تتوسع فيه التحقيقات داخل بلدية أزمور بالجديدة لتشمل ثلاثة من نواب الرئيس، بعد التبليغ عنهم عبر الرقم الأخضر، في تأكيد على نهج الصرامة وربط المسؤولية بالمحاسبة.
سياسيًا، نوهت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة بالتزام المغرب بتيسير الحوار الليبي، واعتبرته شريكًا رئيسيًا في العملية السياسية بفضل جهوده في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين. كما عقد وفد من مجلس المستشارين المغربي لقاءً رسميًا مع الرئيسة الجديدة للبرلمان الأنديني في ليما، في أفق تعزيز التعاون البرلماني وتوسيع مجالات الشراكة.
من الداخلة، تبرز “دار الصانعة” كنموذج متقدم لتمكين النساء ودعم الحرف التقليدية، بما ينسجم مع النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية. فيما كشف تقرير رسمي أن موظفي القطاع العام أصبحوا الفئة المهنية الأكثر استدانة بنسبة دين بلغت 62% من دخلهم، مقابل تراجع المديونية العامة للأسر إلى 34%، ما يفتح النقاش حول القدرة الشرائية لهذه الفئة.
على المستوى التشريعي، ألغت المحكمة الدستورية عددًا من مواد قانون المسطرة المدنية لمخالفتها للدستور، وأمرت بإبلاغ القرار للسلطات التشريعية والتنفيذية، في تكريس جديد لسمو الدستور وحماية حقوق المتقاضين.
أما على صعيد البنية التحتية، فقد عاد مشروع نفق تيشكا إلى واجهة النقاش العمومي بعد انقطاع جديد للطريق الوطنية رقم 9 بسبب السيول، وسط دعوات لتسريع وتيرة الأشغال المتعثرة رغم الوعود الحكومية السابقة.
أمنيًا، واصلت مصالح الدرك الملكي حملاتها المكثفة لمواجهة شبكات المخدرات القوية، خاصة في المناطق القروية بشمال المملكة، حيث تم تفكيك مصانع سرية وشبكات تنشط في ترويج القرقوبي والكوكايين، ما يكشف عن تحولات مقلقة في أنماط الجريمة المنظمة.
وختامًا، تتجه مدينة الدار البيضاء نحو افتتاح حديقة الحيوانات بعين السبع خلال الأشهر القادمة، بعد استكمال أشغال التهيئة، بما في ذلك بناء سور فاصل مع السكة الحديدية في إطار مشروع الربط السككي. بينما تواصل قرية “ستي فاضمة” بجماعة أوريكة استقطاب الزوار من داخل المغرب وخارجه، بفضل مناخها المعتدل ومناظرها الطبيعية، في وقت تجاوزت فيه الحرارة بمراكش 40 درجة، ما يجعل منها وجهة صيفية بامتياز.



