
بقلم: عبد السلام البوسرغيني- قيدوم الصحافيين المغاربة
ما يراه البعض ممن يجهلون القيم عبودية ومن سار على نهج فئة من الجزائريين ، نراه نحن في المغرب أبوة .
فالعبودية لا تكون إلا لله ، في حين أن الأبوة تعد بمثابة رابطة بين الناس وبين البشر ، وتفرض إلتزامات متبادلة متعاقد عليها بما يفرضه المجتمع من عادات وتقاليد ، تسعد المتعاقدين وتخدم المجتمع وتوطد الروابط بين أفراده .
فالأبوة تفرض إحتضان الأبناء وخدمتهم وتربيتهم وتوجيههم ، حتى ولو بلغوا سن الرشد ، والبنوة تفرض الطاعة والإحترام ، قد يعبر عنهما الإنسان بتقبيل الرأس أو اليد أو بالإنحناء تبجيلا وتكريما للأب ، أو لمن ننزله منزلة الأبوة ٠
وإننا في المغرب ، مغرب الأخلاق والتقاليد النبيلة حينما نتوجه بالخطاب لجلالة ألملك وننحني أمامه نقول له : “الله يبارك ف عمر سيدي ” ، فإننا ندعو له بأن يبارك الله في عمره ، أي أن تكون حياته مليئة بالأعمال الجليلة ، أما العمر فهو في العرف الإسلامي محدود في السنين بما قدر الله .
وبعد ، هل سيكون علينا أن ننبه الجاهلين للأخلاق إلى ما حققته لنا ولوطننا ما وصفه بعض الجزائريين بالعبودية ، ونحن نعتبره أبوة ؟ أريد من هؤلاء ومن غيرهم أن يتذكروا فقط ما حققته لنا المسيرة الخضراء التي تحكمت في تدبيرها الأبوة التي تربط بين الملك وشعبه ، وتفرض الطاعة والإلتزام ، وهي الأبوة التي يحلو للجاهلين ولمن يتنكر للتقاليد المرعية تسميتها بالعبودية ٠
وليتذكروا أننا بالتزامنا بتلك الأبوة ، وبما صدر عن صاحبها من أوامر وتعليمات استرجعنا صحراءنا ، وعن طريقها أنشأنا فيها من العمران ما يعجز الإنسان عن تخيل تحقيقه في الفترة الزمنية القصيرة نسبيا التي إستغرقتها عمليات البناء والتشييد حتى الآن .
وبتلك الأبوة أستطعنا أن نحصن صحراءنا وطنيا ومدنيا وأمنيا وعسكريا ، ومن لا يروقه ما صنعنا وما سنصنع ، فليحاول أن يصل إلى المحيط الأطلسي ليشرب من ماء البحر .



