المنتخب المغربي للشباب في قمة التحدي الأمريكي بالشيلي لكتابة التاريخ

بقلم: مصطفى قنبوعي
تتجه أنظار المغاربة، ومعهم كل المهتمين والمتابعين، ليلة اليوم صوب دولة الشيلي، في تمام الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش، لمتابعة المواجهة المرتقبة بين المنتخب المغربي ونظيره الأمريكي، برسم ربع نهائي كأس العالم لأقل من 20 سنة.
وتُعد هذه المواجهة صدامًا بين مدرستين كرويتين مختلفتين في أسلوب اللعب والتباري، حيث يلتقي اثنان من أقوى المنتخبات في دورة تشيلي 2025، في مباراة يعتبرها العديد من المحللين “نهائيًا قبل الأوان”.
وعلى أرضية ملعب إل تينينتي بمدينة رانكاغوا، سيتجدد الموعد مع الإثارة الكروية، إذ يُعتبر المنتخبان معًا من أبرز من بصموا على مسار ناجح في هذه البطولة، بفضل أدائهم الثابت وثقتهم الكبيرة، مع حفاظهم على نهج فني وتقني صارم، مكنهم من تجاوز منتخبات وازنة كانت مرشحة بقوة لبلوغ المربع الذهبي.
ليلة الأحد 12 أكتوبر، سيكون العالم على موعد مع طبق كروي يمزج بين الإبداع المغربي والانضباط الأمريكي، في مواجهة بين جيل مغربي أكثر نضجًا وطموحًا لكتابة التاريخ من أوسع أبوابه، ومنتخب أمريكي يسعى لتأكيد زعامته في عصر الكرة الحديثة.
بلوغ المنتخب المغربي لهذا الدور لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة عزيمة وإصرار لاعبيه الذين قدموا عروضًا كروية راقية أداءً وعطاءً، تُوجت بفوز ثمين على كوريا الجنوبية، أحد المنتخبات الأكثر حركة وانسجامًا على رقعة الميدان. وقد أبان “أشبال الأطلس” عن روح جماعية متميزة، مؤكدين أنهم لم يأتوا إلى الشيلي من أجل المشاركة فقط، بل بهدف الذهاب بعيدًا في المسابقة، على نهج المنتخبات المغربية التي أثبتت في السنوات الأخيرة قوة الكرة الوطنية عالميًا، وساهمت في ارتقاء تصنيف المغرب ضمن كبرى المدارس الكروية في العالم.
أما المنتخب الأمريكي، فقد عرف كيف يواصل مشواره بثبات، متجاوزًا خصومه بفضل انضباطه التكتيكي الصارم، وصلابته الدفاعية، إضافة إلى تمتعه بلياقة بدنية عالية وسرعة لاعبيه، ما منحه قوة وهيمنة واضحة في أسلوب لعبه.
ومع ذلك، يبقى على الناخب الوطني المغربي أن يتعامل مع هذه المواجهة بحذر شديد، مع تشديد المراقبة الفردية على مفاتيح لعب الخصم، خاصة وأن حلم بلوغ المربع الذهبي بات على بُعد خطوة واحدة فقط، ليدخل المنتخب المغربي التاريخ كأول منتخب وطني لأقل من 20 سنة يبلغ نصف نهائي كأس العالم، ممثلًا القارتين العربية والإفريقية.
ويبدو أن الحلم أصبح قريب المنال، رغم صعوبة المهمة أمام خصم لا يترك مساحات فارغة ويعتمد بشكل كبير على الهجمات المرتدة السريعة، المنطلقة من الخلف نحو الأمام. غير أن عزيمة الأشبال وروحهم القتالية تبقيان السلاح الأبرز في هذا الموعد التاريخي، حيث يطمح المغرب لكتابة فصل جديد من أمجاد كرة القدم الوطنية على الساحة العالمية.



