Hot eventsأخبارأخبار سريعةالعالمجهات المملكة

منعطف حاسم في قضية الصحراء المغربية.. الجزائر في مأزق والرباط تكسب ثقة المنتظم الدولي

يشهد ملف الصحراء المغربية اليوم لحظة فارقة في مساره الدبلوماسي، بعد صدور قرار أممي وُصف بالنوعي، من شأنه أن يمهد الطريق نحو تسوية نهائية للنزاع المفتعل على أساس مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب قبل سنوات، باعتبارها الحل الواقعي والعملي القادر على ضمان الاستقرار الإقليمي.

في هذا السياق، أكد عبد الفتاح الفاتحي، المحلل السياسي ومدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن العالم يعيش اليوم منعطفاً حاسماً في التعامل مع قضية الصحراء، مشيراً إلى أن القرار الأممي الأخير يعكس تحوّلاً في قناعات المجتمع الدولي، الذي بات مقتنعاً بأن مبادرة الحكم الذاتي ليست مجرد خيار مغربي، بل نموذج متقدم للحلول السياسية التي تحترم السيادة الوطنية وتنسجم مع مبادئ القانون الدولي.

وأوضح الفاتحي أن المغرب، من خلال طرحه لمبادرة الحكم الذاتي، أظهر رؤية استراتيجية استباقية جعلت منه فاعلاً مسؤولاً في محيطه الإقليمي والدولي، يسعى إلى إرساء الأمن والاستقرار بدل تغذية الصراعات. وأضاف أن هذا الموقف الواقعي والعقلاني هو ما منح المغرب مصداقية متزايدة على الساحة الدولية، وخلق دينامية جديدة داخل المنتظم الأممي.

وأشار إلى أن دعم قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة للمبادرة المغربية، يعد مؤشراً على توافق غير مسبوق داخل مجلس الأمن، ويمثل خطوة نوعية نحو إنهاء أحد أقدم النزاعات في القارة الإفريقية بطريقة سلمية ومستدامة. هذا التحول، بحسب الفاتحي، “أعاد رسم خريطة المواقف الدولية، وكرّس قناعة بأن الحل النهائي لن يكون إلا في إطار السيادة المغربية”.

وفي المقابل، أكد الخبير السياسي أن بعض الأنظمة في المنطقة، وعلى رأسها الجزائر، تنظر بقلق متزايد إلى هذا التحول الدولي، خصوصاً أن نجاح مبادرة الحكم الذاتي قد يشكل سابقة تلهم حركات داخلية لديها، مثل ما يجري في منطقة القبائل التي تشهد دعوات متنامية للحكم الذاتي. واعتبر أن هذا المعطى يفسر تمسك الجزائر غير المبرر بدعم جبهة البوليساريو، رغم إدراكها أن هذا الكيان الانفصالي يفقد شرعيته الدولية تدريجياً، وأنه بات مهدداً بالتصنيف ضمن التنظيمات الإرهابية نظراً لتورطه في أنشطة مشبوهة بمنطقة الساحل والصحراء.

وأضاف الفاتحي أن الجزائر تجد نفسها اليوم في مأزق سياسي ودبلوماسي معقد، إذ تواجه ضغوطاً دولية متزايدة تدعوها إلى مراجعة مواقفها المتصلبة، في وقت تبحث فيه عن مخرج يحفظ ماء وجهها بعد عقود من الانخراط في صراع لم تجنِ منه سوى العزلة والتوتر.

وختم الفاتحي تصريحه بالتأكيد على أن الخيار الواقعي الوحيد أمام الجزائر هو الدخول في مسار مصالحة حقيقية مع المغرب، قائم على الحوار وحسن الجوار والتفاهم المشترك، بما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الإقليمي والتنمية المشتركة. واعتبر أن المرحلة الراهنة تمثل فرصة تاريخية لتصحيح المسار، وأن التمسك بمبادرة الحكم الذاتي كإطار مرجعي وحيد للحل، هو الطريق الأمثل لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة المغاربية برمتها.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button