إيطاليا تستعين بالمغرب لسد خصاص اليد العاملة الزراعية في إقليم فينيتو

يستعد إقليم فينيـتو الإيطالي أحد أبرز الأقاليم الزراعية في شمال إيطاليا لاستقدام نحو 200 عامل زراعي من المغرب،في إطار خطة جديدة تهدف إلى مواجهة النقص الحاد في اليد العاملة المتخصصة خصوصا في محاصيل حساسة مثل البروسيكو (نبيذ العنب الفاخر) والهندباء والهليون.
وتعاني المنطقة منذ سنوات من تراجع الإقبال على العمل الزراعي من طرف اليد العاملة المحلية بسبب صعوبة المهنة وتقلب مواسمها،ما دفع السلطات الإيطالية والاتحادات المهنية إلى البحث عن شركاء خارجيين لتأمين استمرارية الإنتاج وضمان جودة المحاصيل.
وبحسب مصادر إعلامية إيطالية،فقد غادرت وفود من ممثلي القطاع الزراعي بإقليم فينيتو إلى المغرب خلال الأسابيع الأخيرة من أجل توقيع اتفاقات تعاون وتنسيق الإجراءات اللوجستية الخاصة باستقدام العمال بتعاون مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك) والسلطات القنصلية المغربية في إيطاليا.
وتهدف هذه المبادرة إلى تسهيل انتقال العمال المغاربة المؤهلين إلى المزارع الإيطالية مع ضمان تكوينهم المسبق في مجالات الزراعة الحديثة بما يتيح لهم الاندماج السريع في بيئة العمل الجديدة ويساهم في الحفاظ على وتيرة الإنتاج الزراعي العالية التي تميز الإقليم.
ويعد هذا التعاون استمرارا للشراكة التاريخية بين المغرب وإيطاليا في مجال اليد العاملة الموسمية،إذ سبق لآلاف العمال المغاربة أن شاركوا في مواسم الحصاد الإيطالية خلال العقدين الأخيرين وأسهموا في تعزيز الإنتاج الفلاحي خصوصا في مناطق الشمال الغنية بالكروم ومحاصيل التصدير.
ويرى مراقبون أن توجه إيطاليا نحو المغرب يعكس الثقة المتزايدة في الكفاءات المغربية الزراعية،كما يؤكد على مكانة اليد العاملة المغربية كخيار مفضل في السوق الأوروبية نظرا لانضباطها وتكيفها مع متطلبات الإنتاج الزراعي الحديث.
وتشير التقديرات إلى أن استقدام العمال من المغرب لن يكون حلا ظرفيا فقط،بل خطوة أولى نحو اتفاق طويل الأمد لتكوين وتأطير اليد العاملة الفلاحية بين البلدين في ظل التحديات التي تواجهها أوروبا في مجال الهجرة المنظمة وسوق العمل الموسمية.
تفتح هذه الخطوة آفاقا جديدة للتعاون بين الرباط وروما في مجال التشغيل المنظم وتبادل الخبرات الزراعية وتعكس في الوقت ذاته أهمية الاستثمار في تكوين اليد العاملة المغربية لتلبية الطلب الدولي على الكفاءات في القطاعات الإنتاجية الحيوية.



