زخم دبلوماسي متسارع.. هل يحمل قرار مجلس الأمن الجديد طي نزاع الصحراء المغربية؟

تشهد قضية الصحراء المغربية تطورات دبلوماسية متسارعة، تزامناً مع اقتراب موعد التصويت الحاسم في مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الأمريكي الخاص بمستقبل بعثة “المينورسو” وسبل تدبير النزاع الإقليمي. وتتجه الأنظار نحو جلسة التصويت المقررة يوم غد الخميس، حيث تتكثف “الإشارات الإيجابية” من العواصم الغربية الكبرى، مؤكدة على الدعم المتزايد للموقف المغربي القائم على مقترح الحكم الذاتي.
تثبيت بريطاني ودعم صريح
أكدت الحكومة البريطانية، مجدداً، دعمها الصريح للمقترح المغربي، حيث شددت البارونة جيني تشابمان، وزيرة التنمية البريطانية، في مجلس “اللوردات”، على أن خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب عام 2007 هي “الأساس الأكثر جدية وواقعية لتسوية النزاع الإقليمي”، بما يضمن الاستقرار والتنمية في المنطقة. يمثل هذا الموقف تعزيزاً للاتجاه الدبلوماسي الأوروبي الغربي نحو مساندة الطرح المغربي.ثبات أمريكي وتفاؤل بالحل
من واشنطن، أعاد مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التأكيد على ثبات الموقف الأمريكي الداعم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. وأشار بولس إلى أن قرار ترامب بـ”الاعتراف بمغربية الصحراء لا رجعة فيه“، لأنه منسجم مع المقترح المغربي للحكم الذاتي الذي يعتبرونه “أفضل طرح ممكن”. مؤكداً أن واشنطن تنسق مع أعضاء مجلس الأمن لـ”صياغة لغة مشتركة تقرّب وجهات النظر تمهيداً للمرحلة الثانية من الحل الشامل”.
كما أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، استعداد موسكو للترحيب بمخطط الحكم الذاتي باعتباره أحد أشكال “تقرير المصير”، شريطة أن يتم ذلك عبر اتفاق جميع الأطراف وتحت إشراف أممي.
“الأمتار الأخيرة” والحسم القريب
يرى الدكتور محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية ورئيس مركز ابن رشد للدراسات، أن الملف “بات في مراحله الأخيرة، في طريقه إلى الحسم ضمن الإطار السيادي المغربي”. معتبراً أن الزخم الدبلوماسي المتسارع يعكس قناعة متزايدة لدى القوى الكبرى بـ**”جدية وواقعية الطرح المغربي”**.
توقعات جوهرية لقرار مجلس الأمن:
- الحكم الذاتي المرجعية الوحيدة: يتوقع أن يحمل مشروع القرار الأمريكي، بوصفها “صاحبة القلم”، تغييرات جوهرية تبرز صراحة أن مبادرة الحكم الذاتي هي “الأساس والمرجعية الوحيدة لأي تسوية ممكنة”، دون الإشارة إلى بدائل أخرى.
- تصنيف البوليساريو: قد يفتح تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، الذي صنف “البوليساريو” كـ**”حركة مناوئة للسلم”**، الباب أمام تصنيفها كتنظيم إرهابي في حال استمرار سلوكها العدائي.
- طي النزاع: ستكون المواقف الداعمة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، إلى جانب قرار مجلس الأمن المرتقب، نقطة تحول حاسمة نحو الحل النهائي والمستدام للنزاع في إطار المبادرة المغربية.
إعادة التموضع الجيوسياسي
من جانبه، أكد الدكتور لحسن أقرطيط، أستاذ العلاقات الدولية، أن القرار الأمريكي في 2020 شكل “عاملاً حاسماً” و**”رافعة استراتيجية”** حركت المياه الراكدة في النزاع، عاكسة مكانة المغرب كـ”شريك استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة شمال وغرب إفريقيا”. وأشار إلى أن الدينامية الدولية المتجددة وضعت الصحراء المغربية في قلب اهتمامات مجلس الأمن، متوقعاً حلاً نهائياً ومستداماً ضمن إطار الحكم الذاتي، بما يضمن “التوازن والشرعية” الإقليمية والدولية.



