الرباط تسجل حجوزات فندقية غير مسبوقة

تشهد العاصمة المغربية الرباط انتعاشا سياحيا غير مسبوق بعد تسجيل نسبة حجز قياسية في الفنادق المصنفة تمتد حتى فبراير 2026 وذلك بفضل سلسلة من التظاهرات الرياضية الدولية التي تحتضنها المدينة منذ أكتوبر الجاري.
فقد تحولت عملية إيجاد غرفة في فنادق فئتي خمس وأربع نجوم إلى مهمة شبه مستحيلة بعدما امتلأت بالكامل منذ أسابيع.وتشير المعطيات إلى أن الرباط تضم أكثر من 30 فندقا مصنفا بمواصفات دولية،جميعها تشهد إقبالا كبيرا من المنتخبات والوفود الرسمية والجماهير القادمة من مختلف الدول الإفريقية والعربية والأوروبية.
ويعود هذا الإقبال غير المسبوق إلى استضافة العاصمة لنهائيات كأس العالم للسيدات لأقل من 17 عاما إلى جانب التحضير لاحتضان نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقبلة في دجنبر وهو ما جعل الرباط محور اهتمام القارة الإفريقية والعالم الرياضي عموما .
وتتوزع المنتخبات المشاركة في هذه التظاهرات على عدد من المجموعات التي ستخوض مبارياتها بملاعب المدينة،مما جعل الطلب يرتفع أيضا على فنادق ثلاث نجوم التي امتلأت بدورها نتيجة حضور الجماهير والمشجعين والإعلاميين.
بنية تحتية حديثة في مستوى الأحداث الكبرى
تعرف الرباط خلال الأشهر المقبلة افتتاح منشآت كبرى ضمن استعداداتها لاستقبال الجماهير الرياضية من أبرزها:
– ملعب مولاي عبد الله العالمي الذي تم تدشينه مؤخرا بمواصفات دولية متطورة.
– ملعبي مولاي الحسن وملعب البريد المقرر افتتاحهما في نونبر المقبل.
– الملعب الأولمبي الجديد الذي افتتح سابقا وأعتبر نموذجا في التصميم العصري.
وعلى المستوى الخدماتي،تشهد المدينة أيضا افتتاح المستشفى الجامعي الدولي محمد السادس أحد أضخم المنشآت الصحية في إفريقيا إلى جانب محطة القطار الجديدة بحي الرياض المحاذية مباشرة لملعب مولاي عبد الله ما يسهل حركة الجماهير بين الفنادق والملاعب.
سياحة رياضية تعزز إشعاع العاصمة
تؤكد المعطيات أن هذا الحراك الرياضي والسياحي الكبير سيترك أثرا اقتصاديا مهما سواء على قطاع الفنادق والمطاعم أو على النقل والخدمات السياحية.كما يساهم في ترسيخ صورة الرباط كمدينة نموذجية تجمع بين الحداثة والتنظيم الرياضي الراقي وتبرز مكانة المغرب المتنامية في استضافة التظاهرات الدولية الكبرى.
دينامية اقتصادية وفرص شغل جديدة
من المتوقع أن تنعكس هذه الدينامية الإيجابية على سوق الشغل المحلي من خلال خلق مئات فرص العمل المؤقتة والدائمة في قطاعات الضيافة -النقل والخدمات اللوجستية،إضافة إلى فرص جديدة في الإعلام والتسويق الرياضي.
كما ينتظر أن يحقق الاقتصاد السياحي بالعاصمة مكاسب قياسية خلال الأشهر المقبلة بفعل ارتفاع الطلب على الخدمات والإقامات مما يعزز الإيرادات الجبائية المحلية وينعش الدورة الاقتصادية للمدينة.
ويرى خبراء السياحة أن ما تعيشه الرباط اليوم من زخم رياضي وسياحي هو تمرين واقعي على جاهزية المغرب لاحتضان كأس العالم 2030 ويؤكد أن المملكة تسير بخطى واثقة نحو تعزيز ريادتها في القارة الإفريقية والعالم العربي في مجال تنظيم التظاهرات الكبرى.



