#ترامبأخبارالرئيسية

بوقنطار: الحكم الذاتي أصبح مرجعية نهائية لطي ملف مغربية الصحراء


أكد حسن بوقنطار، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط وعضو سابق بالمحكمة الدستورية، أن قرار مجلس الأمن رقم 2797 يمثل منعطفاً حاسماً في مسار قضية الصحراء المغربية، بعدما دعا صراحة إلى استئناف المفاوضات على أساس مبادرة الحكم الذاتي، دون شروط مسبقة. وقال بوقنطار، في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إن “هذا التصويت يجسد تراكماتٍ دبلوماسية مهمة قادها المغرب منذ طرح مبادرته سنة 2007، والتي أضحت تحظى بدعم متزايد من القوى الدولية الكبرى، خصوصاً بعد اعتراف الولايات المتحدة سنة 2020 بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية”.

وأشار إلى أن “هذا الاعتراف تبعته مواقف داعمة من دول محورية كفرنسا وبريطانيا، اللتين صوّتا لصالح القرار الأخير، في حين ظل امتناع الصين وروسيا متوقعاً بالنظر إلى موقعهما في ميزان القوى الدولي، ورغبة موسكو في الحفاظ على موقعها كطرف فاعل دون تعطيل مسار القرار”. وأوضح بوقنطار أن القرار الجديد “يطوي صفحة الغموض التي سادت قرارات مجلس الأمن السابقة”، مشدداً على أنه “يحدد بوضوح سقف التفاوض في إطار الحكم الذاتي”، ما يشكل، بحسبه، “قطيعة حقيقية مع المقاربات السابقة التي تركت الباب موارباً لتأويلات متعددة”.

و أضاف أن “المغرب أبدى استعداداً لتطوير مبادرته وفق مقترحات الأطراف، لكن في إطارٍ يحترم سيادته الوطنية، وهو ما يمنح للمسلسل السياسي اليوم مرجعية دولية صلبة قائمة على الواقعية”. وحول التزام الأطراف بتطبيق القرار، أوضح الخبير في العلاقات الدولية أن “قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالصحراء تندرج ضمن الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، لكنها قابلة للتصعيد إلى الفصل السابع في حال الإخلال بالتنفيذ”، مشيراً إلى أن “البوليساريو لا تملك قرارها المستقل، لأنها تتحرك بإيعاز من الجزائر، التي أصبحت اليوم الطرف المطالب بموقف واضح ومسؤول”.

وتوقف بوقنطار عند “النهج المتزن” الذي يقوده الملك محمد السادس في التعامل مع الجزائر، مؤكداً أن “سياسة اليد الممدودة ليست ظرفية، بل خيار استراتيجي نابع من رؤية ملكية تؤمن بالحوار لتجاوز التوتر وبناء مستقبل مشترك يخدم شعوب المنطقة”. وقال إن “المغرب لا ينطلق من منطق المنتصر والمهزوم، بل من منطق بناء سلام حقيقي في المنطقة المغاربية”، لافتاً إلى أن “الكرة اليوم في الملعب الجزائري لاستيعاب التحولات الإقليمية والدولية التي تميل بوضوح لصالح خيار الحكم الذاتي”.

وفي ما يتعلق بالوساطة الأمريكية بين الرباط والجزائر، شدد بوقنطار على أن نجاحها “مرهون بمدى استعداد القيادة الجزائرية لتجاوز منطق العداء”، موضحاً أن “الولايات المتحدة تسعى لإعادة التوازن الأمني في منطقة الساحل، بعد تنامي النفوذ الروسي والصيني، وهو ما لن يتحقق دون مصالحة مغاربية حقيقية”.

و اختتم بوقنطار حديثه بالتأكيد على أن ما تحقق اليوم هو ثمرة رؤية ملكية بعيدة المدى، وضع أسسها الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش، من خلال دمج ملف الصحراء في المشروع الوطني الديمقراطي والاقتصادي، وقطع سياسة المقعد الفارغ داخل الاتحاد الإفريقي.و أشار إلى أن “المغرب نجح بفضل هذه الرؤية في كسب دعم واسع داخل القارة، وفي ترسيخ مبدأ الوضوح في العلاقات الثنائية، بحيث لم يعد مقبولاً أن تستفيد أي دولة من التعاون الاقتصادي دون اتخاذ موقف واضح من قضية الوحدة الترابية”.

و خلص إلى ان قرار مجلس الأمن الأخير يؤشر على نهاية مرحلة الغموض وبداية ترسيخ الاعتراف الدولي بالحكم الذاتي كخيار وحيد واقعي، في ظل سياسة مغربية حكيمة ودبلوماسية ملكية رسخت مبدأ الشرعية والسيادة في معالجة قضية الصحراء المغربية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button