أخبارالرئيسيةالمرأةالناس و الحياةثقافة و فنمجتمع

لطيفة أحرار.. فنانة مغربية تُجدد لغة المسرح وتؤمن بحرية الإبداع

تُعد الفنانة لطيفة أحرار واحدة من أبرز الوجوه المسرحية والتلفزيونية في المغرب خلال العقود الثلاثة الأخيرة، إذ استطاعت أن تفرض حضورها بثقافتها الواسعة وتعدد مواهبها، بين التمثيل والإخراج والتكوين الأكاديمي، في تجربة تجمع بين الفن والفكر والالتزام.

ولدت أحرار بمدينة مراكش سنة 1971، وتلقت تكوينها الفني في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي (ISADAC) بالرباط، حيث درست التمثيل والإخراج. بعد تخرجها سنة 1994، واصلت مسارها في التكوين والتدريس، لتصبح لاحقاً أستاذة بالمعهد ذاته، مؤثرة في جيل جديد من الممثلين الشباب.

عرفها الجمهور من خلال أدوارها المتنوعة في المسرح، حيث شاركت في عدد من العروض المتميزة مثل “دموع بالكحل” و*“العيطة عليك”* و*“كلام الجبل”، كما أخرجت مسرحيات ذات طابع تجريبي أثارت اهتمام النقاد.
وفي التلفزيون، تألقت في أعمال درامية مغربية مثل “خريف التفاح” و
“سر المرجان”* و*“عائلة محترمة جداً”*، حيث أبرزت قدرة عالية على تجسيد الأدوار المركبة بصدق وإقناع.

تميزت لطيفة أحرار برؤيتها الإبداعية الجريئة التي تدافع من خلالها عن حرية الفنان في التعبير وعن مكانة المرأة في الفنون.
وترى أحرار أن المسرح المغربي يحتاج إلى انفتاح أكبر على القضايا الاجتماعية والفكرية، معتبرة أن «الفن الحقيقي لا يعيش في الظل، بل في مواجهة الأسئلة الصعبة للمجتمع».
هذه القناعة جعلتها أحياناً في قلب النقاشات الثقافية، لكنها ظلت وفية لنهجها القائم على البحث والتجريب.

حصدت أحرار خلال مسيرتها عدداً من التكريمات والجوائز، من بينها جائزة أفضل ممثلة في مهرجان فاس للمسرح، وتكريم من مهرجان الفيلم الوطني بطنجة، إلى جانب مشاركات في تظاهرات مسرحية دولية بتونس وفرنسا وإسبانيا.
وتُعتبر من الفنانات المغربيات اللواتي قدمن صورة ناضجة ومشرّفة عن الإبداع النسائي المغربي في المحافل العربية.

بعيداً عن الخشبة، تواصل أحرار نشاطها في المجال التربوي والثقافي، حيث تشرف على ورشات تكوين في المسرح لفائدة الشباب والطلبة، كما تدعم المبادرات الفنية في المناطق الهامشية، إيماناً منها بأن الثقافة رافعة للتنمية وليست ترفاً نخبوياً.

لطيفة أحرار: ممثلة ومخرجة مغربية، أستاذة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، من مواليد مراكش سنة 1971. ساهمت في تطوير المسرح التجريبي بالمغرب، ولها أعمال درامية

وسينمائية متعددة.

تجسد لطيفة أحرار اليوم نموذج الفنانة المغربية الملتزمة والمتنورة، التي ترى في الفن وسيلة للتعبير عن الذات وخدمة المجتمع في آن واحد.
وبين التدريس والإخراج والتمثيل، ما زالت تجربتها تتطور بثبات، لتبقى أحد الأصوات النسائية المبدعة في المشهد الثقافي المغربي والعربي

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button