بوعلام صنصال يغادر السجن بعفو رئاسي جزائري.. وماكرون يشيد بدور ألمانيا الحاسم

أُغلقت واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في العلاقات الجزائرية الفرنسية، بعد أن أعلنت الرئاسة الجزائرية عن منح عفو رئاسي للكاتب الجزائري بوعلام صنصال، الذي كان يقضي حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات. وجاء هذا الإفراج، بعد عام من السجن، نتيجة وساطة دبلوماسية قادتها ألمانيا.
ماكرون يشكر تبون ويثني على الوساطة الألمانية
أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”المساعي الحميدة” و”التعاون المثمر منذ عدة أشهر” مع ألمانيا، مؤكداً أن الإفراج عن الكاتب (81 عاماً والمصاب بالسرطان) هو “ثمرة جهود دؤوبة من فرنسا ومنهج يقوم على الاحترام والهدوء والصرامة”.
وأكد ماكرون على الدور المحوري لبرلين، قائلاً:
“كان همّنا دائمًا هو الفعالية لضمان إطلاق سراح السيد صنصال. الوساطة الألمانية ساهمت بشكل حاسم في ذلك“.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه تحدث مع نظيره الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، الذي تقدم بطلب العفو إلى الرئاسة الجزائرية. كما وجه ماكرون الشكر للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، على استجابته: “أُسجّل هذا العمل الإنساني من الرئيس الجزائري تبون وأشكره عليه. وأبقى بالطبع على استعداد للحوار معه حول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك بين بلدينا”.
الرئاسة الجزائرية: دوافع إنسانية و ألمانيا تتكفل بالعلاج
أكد بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية أن الرئيس تبون “استجاب بشكل إيجابي” لطلب نظيره الألماني “بمنح عفو لصالح بوعلام صنصال”، مشيراً إلى أن الرئيس الجزائري “تفاعل مع هذا الطلب الذي لفت انتباهه بسبب طبيعته وأسبابه الإنسانية“.
ولفت البيان إلى أن الإفراج أتى بناءً على ترتيبات متفق عليها، حيث ستتكفل الدولة الألمانية بنقل الكاتب وعلاجه، ليتم بذلك إغلاق الملف الذي تحول من قضية قضائية إلى ملف سياسي ودبلوماسي شائك بين البلدين.
ارتياح عميق بعد معاناة احتجاز طويلة
عبر أقارب وداعمو الكاتب عن “ارتياحهم” بعد صدور العفو عنه، خاصة بالنظر إلى حالته الصحية وسنه.
- قالت ابنته صبيحة صنصال: “كنت متشائمة قليلاً لأنه مريض وكبير في السن، وكان يمكن أن يموت هناك. كنت متشائمة لكني كنت دائمًا أؤمن أن ذلك سيحدث يومًا ما. احتفظت بالأمل”.
- محاميا الكاتب، بيار كورنو-جانتي وفرنسوا زيميراي، استقبلا الخبر بـ”ارتياح عميق بعد معاناة احتجاز طويلة جدًا”، مؤكدين اقتناعهم الدائم بأن وضع موكلهم يجب أن “يكون منفصلًا عن تقلبات الدبلوماسية”.
- رئيس الوزراء الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، شكر “من أعماق قلبه جميع من ساهموا في هذا الإفراج”، معرباً عن أمله في أن “يتمكن الكاتب من الانضمام إلى عائلته في أقرب وقت ممكن وأن يتلقى العلاج”.



