أخبارالرئيسيةمغاربة العالم

السيد بوشعيب حبش: مربٍّ مغربي ينسج جسور الضوء بين المغرب وفرنسا

بوشعيب حبش هو أحد الشخصيات الأكثر احترامًا ضمن الجالية المغربية في فرنسا في مجال التربية والتعليم. يعمل أستاذًا في التعليم الثانوي الإعدادي، ويحمل الجنسية الفرنسية مع تمسّكه العميق بجذوره المغربية، حيث يحمل معه خبرة تربوية غنية تجمع بين الصرامة المغربية والانفتاح الأوروبي. مسيرته المهنية والإنسانية تُجسّد بشكل مثالي اللقاء الخصب بين نظامين تربويين مختلفين، في رؤية بيداغوجية تقوم على الانضباط والانفتاح واحترام القيم المدنية والعيش المشترك.

بوشعيب حبش

بدأ مساره الدراسي في الدار البيضاء، حيث حصل على شهادة الباكالوريا سنة 1979. ثم واصل دراسته الجامعية في شعبة علوم الرياضيات، وتوّجها بحصوله على الإجازة في الرياضيات سنة 1983. خلال هذه الفترة، أعد بحثًا في المنطق والخوارزميات يمكن أن نُعنونه:
«مدخل منطقي لبناء الخوارزميات الرياضية»،
مما يعكس منذ بداياته اهتمامه بالتفكير المنهجي والدقة التحليلية والصرامة العلمية، وهي الصفات التي ستطبع مسيرته التربوية لاحقًا.

ورغبة منه في مواصلة دراسته في فرنسا، اختار مدينة مونبلييه. لم يكن الطريق سهلاً؛ فقد تخللته عقبات مادية ومعنوية، من ارتفاع تكاليف المعيشة إلى متطلبات الدراسة الأكاديمية والتأقلم مع بيئة ثقافية وتربوية جديدة. ورغم هذه التحديات، قاده أمله وإرادته الصلبة. فنجح في الجمع بين الدراسة والعمل والمثابرة، واجتاز عدة امتحانات أكاديمية فرنسية، مما فتح له الطريق نحو مسيرة تربوية نموذجية في فرنسا. وبعد أن تكوّن أولاً في النظام التربوي المغربي، عزز السيد حبش خبرته في فرنسا في مجال علوم التربية والديداكتيك.

هذا المسار مكّنه من تطوير إتقان عميق في:

  1. تدبير الأقسام على مستويات مختلفة.
  2. التمايز البيداغوجي لتلبية احتياجات التلاميذ الأفراد.
  3. التتبع الشخصي للتلاميذ، مع مواكبة قائمة على الثقة والدعم المستمر.

إن جمع كفاءاته في الرياضيات مع خبرته البيداغوجية يجعله قادرًا على التوفيق بين متطلبات المناهج الدراسية والحاجات الحقيقية للتلاميذ.

على مدى السنوات، مارس السيد بوشعيب حبش مهنته في عدة مؤسسات ثانوية فرنسية، حيث تميّز بـ:

  1. تطبيق ممارسات بيداغوجية مبتكرة تتناسب مع مستويات التلاميذ وتُسهّل فهم المفاهيم المجردة.
  2. إدماج الأدوات الرقمية والتكنولوجية، بما يتماشى مع حاجات التلاميذ المعاصرين.
  3. تعزيز الاحترام المتبادل والعيش المشترك، مما يجعل المدرسة فضاءً جامعًا ومتسامحًا.
  4. المشاركة في مشاريع تربوية وثقافية تفتح التلاميذ على محيطهم الاجتماعي والثقافي.

يحظى بتقدير كبير من زملائه ومن الإدارة بفضل صرامته وتفانيه ورغبته الدائمة في تحسين نجاح تلاميذه.

السيد بوشعيب حبش ليس مجرد أستاذ كفء فحسب، بل هو أيضًا نموذج للقيم الإنسانية والمهنية:

  1. الجدية والانضباط في أداء مهامه اليومية.
  2. روح المبادرة والإبداع في إعداد الدروس والأنشطة البيداغوجية.
  3. تواصل ممتاز مع التلاميذ وأسرهم والفريق التربوي.
  4. انفتاح ثقافي ووعي قوي بالقيم الكونية، مع تمسك قوي بجذوره المغربية.
  5. منهجه القائم على الإنصات والاحترام ودعم التلاميذ يجعله مرجعًا ومصدر إلهام للأجيال الجديدة.

لا تقتصر عمل السيد حبش على القسم، بل يندرج ضمن دينامية أوسع تهدف إلى تعزيز الروابط الثقافية والتربوية بين الجالية المغربية وفرنسا.

كما تلعب وزارة التربية الوطنية الفرنسية دورًا مركزيًا من خلال:

  1. تعزيز الانفتاح على الثقافات والحضارات المختلفة داخل المدرسة الفرنسية.
  2. الاعتراف بالتنوع اللغوي والثقافي للمجتمعات المقيمة، ومنها الجالية المغربية.
  3. تشجيع المعلمين القادمين من خلفيات متنوعة على لعب دور وسطاء ثقافيين.

وهكذا، يجسّد السيد حبش على أرض الواقع هذه الرؤية الوزارية: فهو ينقل خبرته التربوية المغربية مع تعزيز التماسك بين الثقافات، مساهمًا في جعل المدرسة جسرًا حقيقيًا بين المغرب وفرنسا.

إن السيد بوشعيب حبش يمثل الأستاذ المغربي الملتزم والنموذجي، الذي يُظهر مساره من الدار البيضاء إلى مونبلييه ثم في المدارس الفرنسية أن التربية رسالة قبل أن تكون مهنة.

قصته هي قصة نجاح هادئ لكنه ملهم، تجمع بين المثابرة والالتزام والأخلاق المهنية لتشكيل أجيال منفتحة وناقدة ومواطنة. كما تُبرز أن الكفاءات المغربية في الخارج قادرة على لعب دور حاسم في بناء الجسور بين الثقافات والحضارات، وفي تعزيز الحوار بين الثقافات من خلال التربية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button