Hot eventsأخبارأخبار سريعةصحافة وإعلام

عين الحدث الإفريقي | تحليل شامل لأبرز أخبار اليوم 02-07-2025

من قلب القصر الملكي العامر بالرباط، يواصل جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده مدّ جسور التواصل والتقدير مع قادة العالم، عبر برقيات تهنئة موجَّهة إلى رئيس بوروندي بمناسبة عيد الاستقلال، إلى رئيس الصومال في يوم عيدهم الوطني، وإلى الحاكمة العامة لكندا احتفالًا بعيد بلادها الوطني. برقيات تبدو في ظاهرها مجرّد رسائل بروتوكولية، لكنها تحمل في جوهرها روح المغرب الثابتة: إرادة صادقة لتعزيز أواصر الأخوة والصداقة والتعاون مع مختلف الأمم، مهما تباعدت الجغرافيا وتنوّعت الثقافات.

هذه الروح نفسها نجد صداها في التحركات الاقتصادية التي يقودها المغرب بالقارة السمراء؛ حيث لا تكتفي المملكة بالشعارات، بل تنتقل إلى الأفعال. معرض ELEC EXPO AFRIQUE ومعرض الكيمياء المغربي السنغالي في داكار، بمشاركة أزيد من 2500 فاعل اقتصادي وصناعي، ليس مجرّد حدث اقتصادي؛ بل هو دليل على أن المغرب اختار التعاون جنوب–جنوب كخيار استراتيجي لترسيخ شراكات حقيقية تعود بالنفع المتبادل وتحول الطموحات المشتركة إلى مشاريع ملموسة.

وفي موازاة ذلك، يخطو المغرب خطوات واثقة في ميادين المستقبل. افتتاح المناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي، بموازنة تفوق 11 مليار درهم وطموح خلق 240 ألف فرصة عمل بحلول 2030، يكشف عن إرادة وطنية لتجهيز البلاد لأفق عالمي جديد، حيث يُعاد تعريف الاقتصاد والمجتمع والتعليم عبر أدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وزراء الحكومة الذين حضروا هذا الحدث لم يكتفوا بالخطابات؛ بل أعلنوا خططًا عملية، من أبرزها مضاعفة صادرات الصناعة المغربية ثلاث مرات وخلق مليون ونصف مليون فرصة عمل جديدة، في أفق أقل من خمس سنوات.

اللافت أن هذه الدينامية لا تقتصر على الداخل، بل تتعزز خارجيًا أيضًا. في إشبيلية، نوه وزراء خارجية مالي والنيجر وبوركينا فاسو بالدور الريادي لجلالة الملك في تسهيل ولوج دول الساحل إلى الأطلسي، وهو أمر يتجاوز مجرد التعاون الاقتصادي ليصل إلى بُعد جيوستراتيجي يُعزز التكامل الإفريقي. ومن آسيا، عبّر الأمين العام لرابطة آسيان خلال زيارته التاريخية للمغرب عن تقدير كبير للتجربة المغربية ورغبة بلاده في شراكة أوسع مع المملكة.

على المستوى الوطني، لا تخطئ الأرقام مؤشر التفاؤل: نمو الاقتصاد الوطني بنسبة 4,8% في الفصل الأول من 2025، صعود قوي لإيرادات السياحة وتحويلات مغاربة العالم، وتطور ملحوظ في مجال السكن والدعم الاجتماعي، حيث استفاد حتى الآن أكثر من 54 ألف شخص في مختلف الجهات. وإلى جانب ذلك، يشهد قطاع الثقافة والإبداع حركية واعدة، أبرزها التعاون الفرنسي–المغربي لتأطير المواهب الشابة في الألعاب الإلكترونية وفتح أبواب العالمية أمام الاستوديوهات الناشئة.

وفي كل هذه الجهود، يظل العنصر البشري حاضرًا في صلب الأولويات؛ فوزارة الصحة تطلق حملات للتحسيس بمخاطر لسعات العقارب ولدغات الأفاعي لتحقيق «صفر وفاة»، ووزارة الإسكان ترسم مشاريع جديدة لبناء آلاف الوحدات السكنية وحماية القصور والقصبات التاريخية، لتبقى التنمية متوازنة بين الإنسان والمجال.

هكذا يمضي المغرب، بخطى متوازنة تجمع بين الدبلوماسية الهادئة، والانفتاح على الأسواق العالمية، والتخطيط الذكي لمستقبل رقمي أكثر عدلًا وشمولًا. وفي الخلفية، تظل إرادة ملكية راسخة هي التي توحّد الرؤية وتمنحها المعنى: بناء مغرب حديث، منفتح ومتضامن، لا ينسى جذوره الإفريقية ولا يفرّط في شراكاته الدولية، ويضع الإنسان في قلب كل مشروع تنموي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button