أرشيف المغرب يتبنى إستراتيجية رقمية شاملة لحماية الذاكرة الوطنية ومواكبة التحديث الإداري
أكدت لطيفة مفتقر، مديرة مؤسسة أرشيف المغرب، أن المؤسسة أطلقت هذه السنة مشروعاً فعلياً لمعالجة ورقمنة الأرشيف الورقي المحفوظ، وتأهيل نظام الأمن المعلوماتي الخاص بها، وذلك ضمن إستراتيجية جديدة تهدف إلى الانخراط التام في البيئة الرقمية.
وتتزامن هذه الإستراتيجية، التي تهدف إلى تطوير البنيات الأساسية وتحديث آليات الاشتغال، مع الاحتفال بـ اليوم الوطني للأرشيف، مما يعزز دور المؤسسة كفاعل استراتيجي في حماية الذاكرة الوطنية والمساهمة في التحديث والتنمية الشاملة.
محاور الإستراتيجية الجديدة وأوراش الرقمنة
الرقمنة والأمن المعلوماتي
- مشروع الرقمنة: يحتل صدارة الأولويات لمعالجة جميع الأرشيفات الورقية، وخاصة “الرصيد الوثائقي الهش”، لحمايته من التلف وضمان إتاحته للباحثين في ظروف مثلى.
- المنصة الرقمية الموحدة: يجري الإعداد لإطلاق منصة رقمية موحدة تستجيب للمعايير الدولية، بهدف ضمان أمن البيانات وحماية المعطيات الشخصية، وتقوية انفتاح المؤسسة على الباحثين.
استقطاب الأرشيفات الخاصة وحماية الملكية
- تقوم الرؤية الجديدة على تعزيز ثقة الخواص لتسليم أرشيفاتهم، عبر:
- مراجعة القانون المتعلق بالأرشيف.
- توفير ضمانات لحماية الملكية الفكرية والحقوق المادية والمعنوية.
- تمكين المودعين من عقود رسمية لضمان الشفافية والحفظ العلمي والرقمي.
- التأكيد على أهمية تثمين هذه الأرشيفات عبر أنشطة علمية وثقافية لـ “إغناء الرصيد الوطني ودعم مقومات الذاكرة المشتركة”.
التحديث التنظيمي والتشريعي
- مراجعة القانون: تعمل المؤسسة حالياً على مراجعة القانون المتعلق بالأرشيف ونصوصه التنظيمية لمواكبة متطلبات التدبير الجيد داخل الإدارات العمومية والمؤسسات الترابية.
- الأرشيف الإلكتروني والجهوي: تعزيز آليات المراقبة والتتبع لضمان احترام الضوابط القانونية في تدبير الأرشيف الإلكتروني، مع إبراز أهمية تعزيز دور الأرشيف الجهوي.
ترسيخ ثقافة الأرشيف
تعتمد المؤسسة مقاربة شمولية لترسيخ ثقافة الأرشيف داخل المرفق العمومي، تشمل التأطير القانوني، التأهيل المهني (دورات تدريبية)، والمواكبة التقنية للإدارات في إعداد أنظمة تدبير الوثائق وجداول الحفظ وفقاً للمعايير المهنية.
وأكدت مفتقر أن الوعي بأهمية الأرشيف يمثل ركيزة أساسية لنجاعة العمل الإداري والحكامة الجيدة، مضيفة أن الأرشيف يكتسي أهمية استراتيجية بالغة كـ “رافعة أساسية لفهم التحولات العميقة التي تعرفها المجتمعات” ووصل الماضي بالحاضر واستشراف المستقبل.
