Hot eventsأخبارأخبار سريعةجهات المملكة

أمطار “عادية” تفضح هشاشة البنية التحتية في مرتيل.. ومطالب بوقف “الخرجات الاستعراضية” لرئيس الجماعة

أعادت التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها مدينة مرتيل، والتي وُصفت بأنها “أمطار عادية”، طرح أسئلة جوهرية حول واقع تدبير الشأن المحلي ونجاعة المقاربة المعتمدة في التعاطي مع اختلالات البنية التحتية المتكررة. فبعد قرابة شهرين من تولي رئيس جماعة مرتيل مهامه، لاحظت الساكنة أن عدداً من الإشكالات المزمنة ما تزال قائمة، من انسداد للبالوعات، وحفر لم تتم معالجتها، وأشغال لم يستكمل إصلاح آثارها، رغم توالي الزيارات الميدانية وتداول صور توثق الحضور داخل بعض النقط المتضررة.

ويرى متابعون للشأن المحلي أن الاكتفاء بالتوثيق البصري داخل الأحياء التي غمرتها المياه، دون الإعلان عن إجراءات تقنية واضحة أو آجال محددة للتدخل، يثير علامات استفهام حول فعالية هذا الأسلوب في التواصل والتدبير، خاصة في ظل توفر نشرات إنذارية كانت تفرض، بحسبهم، منطق الاستباق بدل رد الفعل. ومن بين النقاط التي أثارت استياء الساكنة، الوضعية المسجلة بمدخل الزنقة 9 بشارع طارق بن زياد، بحي الشبار، حيث تحولت قنوات الصرف الصحي إلى مصدر لتجمع المياه، مما صعّب المرور عبر ممر يستعمله يومياً المصلون المتوجهون إلى مسجد الزاوية ومسجد الرحمة، من ضمنهم مسنون وذوو احتياجات خاصة، في مشهد يتكرر دون حلول دائمة.

وتؤكد فعاليات محلية أن المشاهد ذاتها تُسجل في أحياء أخرى، كحي إحريق، والديزة، وأم كلثوم، والضريوات، والحومة الجديدة، والأغراس، وحي كريمة وحي كطلان، حيث لا تزال آثار الأشغال السابقة قائمة دون إعادة تهيئة، ما يزيد من هشاشة هذه المناطق أمام أدنى تساقط مطري. وفي هذا السياق، تشدد فعاليات مدنية على أن المرحلة الحالية تقتضي من رئيس الجماعة الانتقال من منطق الحضور الرمزي إلى منطق التتبع الفعلي، عبر تفعيل آليات المراقبة تجاه الشركات المفوض لها تدبير بعض المرافق، وعلى رأسها شركة “أمانديس”، وإلزامها بإصلاح الأضرار وإرجاع الوضع إلى ما كان عليه وفق دفتر التحملات.

كما لوحظ غياب واضح للوسائل اللوجستية الضرورية خلال بعض التدخلات الميدانية، سواء من حيث المعدات التقنية أو فرق التدخل الكافية، مما يطرح تساؤلات إضافية حول جاهزية الجماعة للتعامل مع مثل هذه الوضعيات، ويعزز مطالب الساكنة بضرورة الانتقال إلى تدبير عملي قائم على الاستباق والنجاعة. وفي خضم هذا النقاش، عبّر عدد من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي عن قراءتهم الخاصة لبعض الخرجات الميدانية الأخيرة، معتبرين أنها لا تخرج عن إطار تواصل سياسي سابق لأوانه، يغلب عليه الطابع الاستعراضي أكثر من كونه تدخلاً مؤسساتياً، مؤكدين أن الساكنة اليوم في حاجة إلى حلول عملية ونتائج ملموسة، وليس إلى صور أو خرجات ظرفية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تفقد أيضا
Close
Back to top button