بنكيران من العيون: الحكم الذاتي للصحراء امتداد لـ “نظام البيعة” وينتقد “تضارب المصالح” في الحكومة

أكد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، في كلمة ألقاها أمام أعضاء حزبه بمدينة العيون، أن انعقاد اللقاء التواصلي بكبرى حواضر الصحراء المغربية يحمل دلالات سياسية وتاريخية عميقة، مشيراً إلى أن مكانة الأقاليم الجنوبية في الوجدان الوطني ترتبط برصيد تاريخي قائم على البيعة والولاء الثابت للسلاطين العلويين. وشدد بنكيران على أن هذه العلاقة كانت في أصلها قائمة على الحرية وتدبير شؤون القبائل باستقلالية، وعليه فإن مقترح الحكم الذاتي يشكل امتداداً طبيعياً لهذا المسار التاريخي وإحياء لخصوصية تدبير الشأن المحلي، معرباً عن قناعته بأن هذا الخيار يحمل آفاق النجاح والاستقرار للمستقبل.

وفي سياق متصل، وجه بنكيران نقداً حاداً لعمل الحكومة الحالية، واصفاً أداءها بأنه “موسوم بتضارب المصالح”، مشيراً إلى أن عدداً من أعضائها أسسوا شركات واستفادوا من ميزانية الدولة، وهو ما يسيء إلى الثقة في المؤسسات ويضرب مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة. كما حذر القيادي الإسلامي مما أسماه “محاولات استهداف الأسرة المغربية” عبر تمرير أجندات غريبة عن هوية المجتمع والدولة، مستحضراً مواقف صدرت عن وزيرة تدعو لتقاضي النساء أجورا عن العمل المنزلي، معتبراً أن مثل هذه المواقف تفتح نقاشاً غير متوازن حول بنية الأسرة ووظائفها. ودعا بنكيران الشباب إلى الإقبال على الزواج وتحذيرهم من ظاهرة العزوف التي تهدد التماسك الاجتماعي.

كما تطرق المسؤول الحزبي إلى تطورات الأوضاع الدولية، مؤكداً أن التحولات العالمية، بدءاً من مواقف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المتقلبة وصولاً إلى الأزمة الأوكرانية، تفرض على السياسة الخارجية تغليب منطق التعاون مع الجيران باعتبارهم إخوة، بدلاً من الاستثمار في الصراع معهم. من جانبه، أكد دداي بيبوط، الكاتب الجهوي للحزب بجهة العيون الساقية الحمراء، أن انعقاد اللقاء يعكس حالة التعافي التي بات يعيشها الحزب بعد محطة الثامن من شتنبر 2021، مشدداً على أن أي أفق لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية يظل مرتبطاً بإجراءات اجتماعية وتنموية ملموسة في الأقاليم الجنوبية تستهدف معالجة بطالة الشباب وتعزيز لم الشمل الوطني.