“مسار الإنجازات” يتجاهل تهميش جهة الشرق و”بلوكاج” وجدة

وأنا أتابع محطات “مسار الانجازات” التي أطلقها حزب التجمع الوطني للأحرار، وأنصت لما يتم عرضه وتقديمه سواء من طرف رئيس الحزب أو من البعض من قيادييه، أجد نفسي أمام خطاب متكرر يحمل في مضامينه العديد من المغالطات والارقام التي تختلف تماما عما تقدمه مؤسسات دستورية تنتقد الوضع الوردي الذي يتم تقديمه في هذه المحطات.
ما هذا الذي همني، بقدر ما همني تهميش جهة الشرق من طرف حزب التجمع الوطني للاحرار، والتي اعتبرها هذا الأخير سوى محطة انتخابية حصد فيها أصواتا كانت سببا في حصوله على الصدارة، ولم تهمه قط أبدا انشغالات الجهة و هموم وتطلعات ساكنتها التي أصبحت تعيش ليس أزمة واحدة، بل أزمات، خصوصا فيما هو مرتبط بما يتبجح به الحزب من إنجازات اقتصادية واجتماعية.

قد يبدو للبعض، أن انتقادنا هذا يدخل في خانة المزايدات السياسية، لكن لا ثم لا، انتقادنا ليس ضربا او تنقيصا من اي شيء، وإنما يدخل في خانة سرد الوقائع والمعطيات كما هي دون زيادة او نقصان.

قلت أن جهة الشرق كانت آخر انشغالات الحزب، رغم أن رئيس الحزب قال في كلمته امس بسلوان، إقليم الناظور، أن جهة الشرق تبقى من ضمن اولويات الحكومة، وهي جملة من الجمل المكتوبة في نص الكلمة، أما عن الواقع فالأمر مخالف تماما.

جهة الشرق خارج الحسابات، لأنها لو كانت عكس ذلك كما يدعي الحزب، لكانت هي أول محطة من محطات “مسار الانجازات”، وليس ما قبل الأخيرة. لماذا الاولى، نظرا للوضعية الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها وتعيشها جهة الشرق، التي كانت بالأمس القريب رافعة اقتصادية لجهات أخرى حين كانت يعرف الشرق رواجا وحركة اقتصادية قبل إغلاق الحدود.

جهة الشرق خارج الحسابات، لأنه لو كان عكس ذلك، لنزل الحزب بقوته برئيسه وقيادييه لتصحيح الوضع السياسي الذي عرفه مجلس جماعة وجدة، والذي كان له انعكاسات سلبية على الأداء وتنزيل برنامج عمل إن كان هناك برنامج اصلا..
بلوكاج سياسي، تسبب فيه الحزب بالدرجة الأولى، فهناك من كان يرغب بالإطاحة برئيس الجماعة، وبربما بمنسق الحزب، وضع شاد تسبب في وجود أزمة نتائجها تكتلات هنا وهناك، عدم المصادقة على العديد من النقاط التي تهم المدينة والساكنة، وغيرها من الأمور.

جهة الشرق خارج الحسابات، لانه لو كان عكس ذلك، لأتيحت الفرصة للمواطنين والساكنة لسماع همومهم وانشغالاتهم خلال محطة النقاش التي غاب عنها حتى المناضلين، وانسحب منها آخرون، بسبب ضعف التواصل، وبسبب التوقيت الضيق الذي تزامن مع يوم الجمعة، الأمر الذي حول هذه المحطة الى ناقصة في مضمونها، ويبقى الجواب عن الأسئلة الموجهة، أشنو حققنا؟ أشنو مازال؟ ما رأيك.؟ هو حسب “رأيي مازال ما تحقق والو..”

فعلا الناس، يقصد بهم المنتخبين، كما قال وزير سابق قيادي الحزب، “جاو مع 2 ديال الصباح”، لكن هل تم الاستماع والانصات لهم، ام فقط تم الاكتفاء بعروض لا تغني ولا تسمن من جوع، لكن عندما نغوص في العمق لا شيء محقق مما تم عرضه.

جهة الشرق لم تكن ضمن قائمة الانشغالات للحزب، لأنها جهة منكوبة اقتصاديا، ركود تجاري، بطالة مخيفة، شباب يفضل الهجرة في قوارب الموت، أقاليم تستغيت، أين هو الحزب الذي يقود الحكومة وأين هي الأخيرة، أكيد تعمل من أجل 4 او 5 جهات دون غيرها. جهة الشرق حرمت على مستوى بطولة كأس إفريقيا وكأس العالم، وهو دليل قاطع على أن الحكومة تسعى في التهميش وليس في التأهيل والتنمية.
حكومة تكرس لمنطق جهات بسرعتين، وتبقى جهة الشرق نموذجا لجهة تعرف الإقصاء.

خلاصة، كنت دائما أبحث عن المقصود من وراء مثل عبد الرحمان المجدوب القائل، “وجدة نهار ترجع حمامة دعيو عليها بالسلامة..” اليوم عرفت المعنى والمقصود، واحنا نقولوا على وجدة بالسلامة..