محمد صلاح يعيد بناء الجسور

أثبت النجم المصري محمد صلاح وناديه ليفربول أن كرة القدم قادرة على أن تُظهر معنى “الأسبوع الطويل” بكل أبعاده، بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها النجم المصري عقب جلوسه على دكة البدلاء لثلاث مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز. الأزمة، التي وضعت مستقبل صلاح مع النادي موضع شك كبير، انتهت بجولة شرفية مؤثرة قام بها اللاعب منفردًا في ملعب أنفيلد عقب الفوز 2-0 على برايتون مساء السبت، في محاولة واضحة لإعادة بناء الثقة مع الجماهير.
واستعرضت صحيفة “الجارديان” البريطانية ملامح الأسبوع الصعب، الذي شهد غضبًا جماهيريًا وتساؤلات حول علاقة صلاح بالمدرب الهولندي أرني سلوت. فرغم أن صلاح بدأ مباراة برايتون على مقاعد البدلاء، انتهى به الأمر بالمشاركة لمدة 75 دقيقة، مقدمًا تمريرة حاسمة. وقد اعتبرت هذه الجولة الشرفية “بداية اعتذار” ينبغي أن يستمر، خاصة بعد الوصول إلى حالة تهدئة مع المدرب.
الجدل تصاعد بشدة بعد استبعاد صلاح من قائمة الفريق في رحلة إنتر ميلان، عقب انفجاره غضبًا وجلوسه دون مشاركة أمام ليدز. وأشار التقرير إلى أن بعض مشجعي ليفربول تساءلوا إن كانت تلك فرصتهم الأخيرة لرؤية اللاعب بقميص “الريدز”. ونقلت الصحيفة عن نافنيت سينج، أحد حاملي التذاكر الموسمية، قوله إن صلاح “سيبقى جزءًا من مجموعة منحتني سعادة لا تضاهى”، لكنه أضاف أن اللاعب ربما حرم نفسه من أن يكون من “المفضلين” بسبب “حوادث كهذه”.
ومع أن صورة صلاح تتصدر لافتات أنفيلد، فإن “الجماهير لا تحب أن يشعر أحد، بأنه أهم من الجماعة”. لكن القدر تدخل في مباراة برايتون، حيث أدخلت ندرة البدلاء أصحاب الخبرة صلاح إلى المباراة في الدقيقة 26 بدلًا من المصاب جو جوميز. ورغم أن دخوله لم يكن صاخبًا، إلا أنه قوبل بتصفيق دافئ ونشيد “مو صلاح ينطلق على الجناح”. جلب صلاح طاقته المعتادة، متعطشًا لإثبات نقطة لسلوت، لكنه فشل في التسجيل، لينتهي به الأمر منهكًا على الأرض في الوقت بدل الضائع، بعد أسبوع سيشكل فصلًا طويلًا في مسيرته مع ليفربول.
ومن خلال تخصيص وقته لتحية الجماهير بعد المباراة، بدا أن صلاح يقدم “اعترافًا بالذنب بارتكاب الخطيئة الكبرى بوضع نفسه فوق الفريق”. ويؤكد مشجعو ليفربول أن استعادة ثقة الجماهير ستكون مهمة صعبة، لأنه حتى لو كانت العلاقة متوترة، فمن الضروري أن يرحل النجم المصري بشروط أفضل. وقد كان صلاح آخر من غادر أرض الملعب، لكن تعليقاته في المنطقة المختلطة كانت باردة، إذ اكتفى بـ “أسبوعين متتاليين؟” قبل أن يمضي بذكاء.



