المنتخب السعودي في مرمى النيران بعد الخروج من كأس العرب قبل المونديال!

اهتزت الصورة التي حاول المنتخب السعودي ترسيخها قبل أشهر قليلة من خوض نهائيات كأس العالم 2026، وذلك بخسارته الصادمة أمام الأردن (0-1) في نصف نهائي كأس العرب بقطر. هذه الخسارة لم تكن عابرة، بل فتحت باباً واسعاً للأسئلة والشكوك وأعادت القلق إلى الواجهة في توقيت بالغ الحساسية قبل المونديال.
غياب البصمة الفردية وأزمة الثقة
وجد المنتخب السعودي، بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، نفسه في موقف لا يُحسد عليه. وتضاعفت حدة الانتقادات لغياب أي بصمة فردية يمكن التعلق بها في مواجهتي المغرب والأردن. ورغم أن المنتخبين لم يدخلا المباراتين بكامل قوتهما واعتمدوا على الصفين الثاني والثالث، فشل “الأخضر” في تقديم لاعب قادر على صناعة الفارق أو إنقاذ الموقف في لحظات الضغط.
هذا الغياب وضع رينارد في مرمى النيران، وسط اتهامات بسوء الاختيارات، والعجز عن تحفيز اللاعبين، وضعف قراءة المباريات. كما لم يسلم اتحاد كرة القدم من الانتقادات بسبب استمراره في النهج ذاته دون مراجعة، وهاجمت الجماهير والإعلام عدداً من اللاعبين بسبب “أداء باهت افتقد للروح والمسؤولية”.
أخطاء هيكلية ومأزق ما قبل المونديال
تراكمت الأخطاء ليصبح المنتخب في وضع معقد، مع تكرار مشكلات واضحة مثل سوء التمركز الدفاعي وغياب التناغم بين الخطوط، وهي “ثغرات باتت مكشوفة”. لم تعد المشكلة محصورة في تفاصيل فنية عابرة، بل تحولت إلى أخطاء هيكلية تتكرر.
مع اقتراب كأس العالم، يضيق هامش الوقت وتتعقد الخيارات؛ فإجراء تغيير جذري على مستوى الجهاز الفني يبدو شبه مستحيل لما قد يحمله من ارتباك إضافي. وهذا يضع المنتخب أمام معادلة صعبة: إما الاستمرار بالواقع الحالي مع محاولة العلاج السريع، أو المجازفة بخيارات محدودة لا تضمن الحل.
كان من المفترض أن تكون بطولة كأس العرب فرصة لرينارد لتجريب عناصر جديدة. إلا أن الفشل في تحقيق ذلك جعله في مرمى الانتقادات قبل أشهر قليلة من الحدث العالمي.



