أخبارالرئيسيةثقافة و فن

عبد السلام العزوزي قامة إعلامية برؤية استشرافية ضمن رواد الصِّحافيين الوطنيين

بقلم: د.عمرو كناويمكناس

ونحن نحتضن بشغف كبير، أحد أعمدة الجسم الإعلامي الوطني، لا نملك إلا ان نعتز بصالون دكدوك الأدبي، الذي استضاف الإعلامي عبد السلام العزوزي، مدير “الحدث الإفريقي”، ومدير عام أكاديمية المستقبل للإعلام والتواصل.

إن الحديث عن هذا الرجل، إنما هو حديث عن تجربة إعلامية رائدة، عرف صاحبها بمواقفه النبيلة ودفاعه المستميت عن دور الإعلام والإعلاميين على الصعيد الوطني والجهوي. ذلك أنه عمل باستمرار على هيكلة المجال الإعلامي في مختلف الجهات. وعبد السلام العزوزي، كما هو معلوم، من المؤمنين برسالة الإعلام في توعية الإنسان ودورها في خدمة المجتمع.

ولذلك وجدناه حثيث الخطو في كثير من المناسبات، من أجل تجويد الإعلام وتكوين أطره بمختلف فئاتها، معتبرا القطاع الإعلامي رافعة مهمة من رافعات التنمية والتطور. إلا أن ان الرياح لا تجري دائما بما تشتهي السفن. ذلك أن أفكاره وتحمسه لإصلاح القطاع، جلب له كثيرا من المتاعب، كان آخرها تعرضه لطرد تعسفي من صحيفة المنعطف التي كان يديرها ويرأس تحريرها. ونحن، إذ نحتفي، بهذه المعلمة الإعلامية، لا بد أن نفتح نافذة على بعض من رواد الثقافة والإعلام؛ وأن نميز بين جيلين من الصحافيين و الإعلاميين :

1- جيل الإعلاميين الأول نذكر منهم :

  • عبد الكريم غلاب، قيدوم الإعلاميين والصحفيين، أديب ومفكر وسياسي، جمع عن جدارة بين الإعلام والثقافة، “صاحب المعلم علي” و”سبعة أبواب”، و”دفنا الماضي”. وقد بلغت أعماله 78 عملا، موزعة بين الأدب والسياسة والصحافة. عمل مديرا لجريدة العلم، محافظا على ضمان استمرارية ملحقها الثقافي.
  • محمد البوعناني : شاعر وإعلامي، صاحب “مجلة البحر”
    وبرناج “المفاتيح السبعة”، له ثلاثة دواوين مخطوطة، عبارة عن معزوفات عن اللليل وهي: “الليل الابيض” و”الليل الأحمر: و:الليل الأخضر”.
  • رشيد الصباحي : الإعلامي الكفيف، المشهور بصباحياته، استطاع بعزيمته الفولاذية أن يتغلب على عاهته وباقي المعيقات حتى بصم اسمه في الإذاعة الوطنية بمداد الفخر.
  • إدريس الجاي : إعلامي وشاعر، كان يسهر على تقديم برنامج “حقيبة الأربعاء” ، الخاص بناشئة الأدب.
  • أحمد سهوم : إعلامي مقتدر، رائد من رواد فن الملحون، التحق بالإذاعة الوطنية سنة 1957، اشتغل رئيسا لمكتب الملحون، من برامجه : ” مع التراث”. يعد شيخ الملحون وعميده بدون منازع. صدر له ديوان يضم 173 قصيدة في هذا النوع من الشعر.
  • عبد اللطيف بنيحيى : مدرس اللغة العربية، إعلامي وشاعر، اشتغل بإذاعة طنجة، منتج برامج، قامة إعلامية متفردة. مقدم برنامج”صوت البادية”. من أعماله :”أعاصير الحزن”، و”الفرح شعر”. 2- وجيل من الإعلاميين المحدثين الشباب الذين جمعوا، عن جدارة، بين الثقافة والإعلام. ومن أهم هؤلاء :
  • فاطمة الإفريقي: خريجة المعهد العالي للاعلام والاتصال، عاشقة للفن والثقافة، صوت إذاعي دافئ، واجهت باقتدار كل انواع الفساد والمحسوبية. لها من المؤهلات الإعلامية ما يكفي لتطوير هذا القطاع.
  • اسمهان عمور : صديقة الأدباء، وصاحبة الصوت الرخيم والأسئلة الهادفة. ناقدة بامتياز، وصاحبة برنامج”حبر وقلم”. هي الإعلامية التي طالما استضافت الأدباء والشعراء وساءلتهم في مختلف أعمالهم. أصدرت كتاب.”نكاية في الألم”. احتفي به في المهرجان الدولي للقصة القصيرة بمدينةخنيفرة، وكان لي شرف ملاقاتها آنذاك.
  • عبد الحميد اجماهري : مناضل سياسي، شاعر ومترجم، ومدير جريدة الاتحاد الاشتراكي. من أعماله “مهن الوهم”
    “وبنصف معنى فقط”، وأخيرا “جاؤوا لنقص في السماء”.
  • عبد الجبار السحيمي : إعلامي، أديب وطبيب، شغل رئيس تحرير جريدة العلم، ومديرا لمجلة 2000 من أعماله : “خط اليد”.
  • ياسين عدنان : إعلامي وأديب وشاعر معجب، واسطة العقد في الإعلام والثقافة المغربية. تكفل بالإشراف على برنامج “مشارف” الثقافي منذ 2006، مثقف متعدد، استضاف في برنامج “مشارف”، كثيرا من المثقفين الأدباء والشعراء، من مختلف الأقطار العربية، نذكر منهم على سبيل الحصر، الشاعر العراقي سعدي يوسف، والشاعر المغربي إسماعيل زويريق. من أعماله “أصوات معاصرة”، ثم منشورات “الغارة الشعرية”، التي اعتبرت تكتلا للحساسية الشعرية الجديدة بالمغرب منذ بداية السبعينات، و”مراكش : أسرار معلنة”(ديوان شعر)، و”شهرزاد المغربية”(مجموعة قصصية)، وأخيرا روايته “هوت ماروك” (2016)، معتبرا، بالمناسبة، الرواية ديوان العرب.
    ومن تصريحاته المثيرة في برنامج “ضيف ومسيرة” الذي تقدمه القناة 24 الفرنسية، قوله : “أنا احرص على الشاعر في من الإعلامي”.
  • وبعد ذكر هذه المجموعة من أسماء الإعلاميين، لا بد ان نستحضر، إلى جانبها، كثيرا من منابر الثقافة والإعلام عرفت انتشارا واسعا على امتداد الجهات، كإذاعة طنجة المعروفة بتميز برنامجها “للثقافة اخبار”، وهو البرنامج الذي كان يعده ويقدمه المناضل خالد مشبال، صاحب جريدة “الموقف الأسبوعي”(1964)، ومجلة “الموقف”. وقد تعاقبت على تقديمه وتنشيط فقراته، خيرة من الإعلاميين والأدباء والمبدعين.
  • محمد بلمو :
    من خيرة شباب زرهون العصاميين، ولد سنة 1964 بقصبة بني عمار، الصامدة برجالها وأقلامها، حاصل على ديبلوم تقنيات الكتابة الصحفية. عمل مكلفا بالصحافة بوزارة الثقافة. عضو في اتحاد كتاب المغرب. اشتغل في مجال الإعلام والصحافة. ساهم بشكل كبير في دعم الملاحق الثقافية لجريدة “المنعطف” و “الملحق الثقافي” لجريدة الميثاق الوطني. وقد تجاوز. الدفاع عن حقوق الإنسان إلى الدفاع عن حقوق الحيوان (الحمير)، معلنا عن نشأة موسم بني عمار السنوي الخاص بحقوقها، علما ان الحمار كائن خدوم لكنه مغبون في كثير من حقوقه. والاخ محمد بلمو، ناشط جمعوي. له أعمال شعرية مختلفة، منها :”صوت التراب”، ” حمار رغم انفه”، “رماد اليقين”، و”طعنات في ظهر الهواء”. وقد تشرفت بقراءة هذين الأخيرين في لقاءين حاشدين.

. نهاد بنعكيدة : إعلامية رقيقة مقتدرة، ومنشطة اجتماعية هادئة، استطاعت أن تلج قلوب الناس، وبيوتهم ببرنامجها الاجتماعي التوعوي” قصة الناس”. حيث تمكنت بواسطته من معالجة كثير من مشاكل الأسر المغربية النفسية منها والاجتماعية، فأحيت الأمل في النفوس اليائسة.
ولنهاد بنعكيدة، وجه آخر، ممثلا في كونها زجالة حداثية من الدرجة الرفيعة، حتى قيل في حقها : “كل الشاعرات الزجالات اللواتي جئن بعد نهاد بنعكيدة، خرجن من جلبابها” . من اعمالها : ديوان”علاش حرشتي لحزن”(1998)

  • فاطمة الإفريقي : بدأت إطلالتها الأولى كإعلامية سنة 1990، إعلامية ومثقفة ، ظهر صيتها عبر برنامج “سحر”، وغيره من البرامج السمعية البصرية. لقد أبانت عن جدارتها في مجال إعداد البرامج وتقديمها، وتحديدا في كل من برناج “فكر وحوار”، و”ضيف ومسيرة”، حيث أكدت فاطمة الإفريقي على قيمة المرأة ودورها في مجال الإعلام، والثقافة، مؤكدة على حاجتنا لثورة حقيقية في مجال تكنلوجيا الإعلام.
  • إلا أنها عانت الكثير على امتداد مزاولة مهنتها كصحفية، من مضايقات التهديد والرقابة، قبل أن تتعرض للتوقيف بسبب مواقفها الجريئة. تقول في آخر تصريح لها : “وطني تظلم فيه الكفاءات ويكرم فيه اللصوص” ( جريدة العاصمة.) هذا فضلا عن تداخل الثقافة بالإعلام في ملاحق جرائد اخرى كملحق بيان اليوم. دون ان ننسى الدور الثقافي للأعلاميين المحليين والجهويين بجهة فاس مكناس : الدكتور محمد الرمال، ورفيقته في الدرب الاستاذة والإعلامية السيدة الغاوي،، والصديق الإعلامي المتميز عبد الله البلغيتي من خلال برنامجه الأسبوعي “مقامات” والصديق الإعلامي محمد الزهراوي بإذاعة مكناس الجهوية.


و بانتقلنا إلى قناة فرانس 24، تجب الإشادة بالمثقف الإعلامي جمال بودومة من خلال برامجه الثقافية الوازنة، باستضافته لأدباء ومفكرين مغاربة كمحمد برادة، وعبد الكبير الخطيبي، ونور الدين أفاية وغيرهم.

أعددنا هذه الورقة، مساهمة منا في تأثيث صالون دكدوك الأدبي، الذي استضاف المناضل والإعلامي عبد السلام العزوزي. وذلك يوم : 2025/5/24

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button