
تتصدر المشهد اليوم قضية النظام الجبائي الخاص بقطاع المقاهي والمطاعم، حيث ناقش المكتب الوطني للجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب المقترحات المرتبطة بالقانون الإطار للجبايات. وقد شدد أعضاء المكتب على ضرورة إصلاح رسم الاستغلال المؤقت للملك العام الذي يشوبه الكثير من المزاجية والاستغلال السياسي، داعين إلى توحيد مختلف الإتاوات في رسم واحد مُسقَّف يراعي التباينات المجالية ومستويات المداخيل. كما أكدوا أن رسم المشروبات المعتمد على رقم المعاملات لا يعكس الواقع الاقتصادي للمهنيين، مقترحين اعتماد الأرباح كقاعدة للاحتساب مع إقرار حد أدنى. وفي السياق ذاته، أبرزوا أن الرسم المهني المبني على القيمة الكرائية يضرب مبدأ العدالة الجبائية، ودعوا إلى اعتماد المعامل الاقتصادي كمعيار رئيسي.
وقد أوضح نور الدين الحراق، رئيس الجامعة، أن الرسوم المفروضة على هذا القطاع خارج الزمن وغير قابلة للتنزيل، مشدداً على ضرورة إصلاح النظام الجبائي برمته ليصبح أكثر عدالة وملاءمة. وفي ارتباط بالموضوع، يواصل مجلس المنافسة تحقيقاته حول سوق استهلاك المشروبات بالمغرب، في وقت حذر فيه رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك بوعزة الخراطي من ارتفاعات غير منطقية في أسعار القهوة المستوردة بنسبة 100%، مشيراً إلى وجود ممارسات غش في سلسلة التوريد، وغياب مؤسسة صارمة لزجر هذه التجاوزات.
ومن القضايا الاجتماعية البارزة، أثار الفضاء المغربي لحقوق الإنسان قلقه العميق إزاء ما وصفه بـ”منع وتعنيف” السلطات الأمنية لمحتجين بأكادير خرجوا للتنديد بسوء الخدمات الصحية، معتبراً ذلك مساً بالحق في الاحتجاج السلمي والحق في الصحة. المنظمة الحقوقية دعت إلى الاستجابة لمطالب الساكنة عبر الإسراع في فتح المركز الاستشفائي الجامعي بأكادير وتوفير تجهيزات وأطر طبية كفيلة بتحسين الوضع الصحي بالجهة.
وفي سياق آخر، كشفت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة أنها نظمت منذ السابع من أكتوبر 2023 أزيد من عشرة آلاف فعالية تضامنية مع فلسطين، من بينها ما يقارب عشرة آلاف وقفة احتجاجية وستمائة مسيرة محلية ومئات الندوات والأنشطة الموازية، ما يعكس التعبئة الشعبية الواسعة للقضية الفلسطينية. هذا الحراك تزامن مع المواقف الرسمية للمغرب التي جددها وزير الخارجية ناصر بوريطة، مؤكداً رفض المملكة للأعمال العدوانية الإسرائيلية ومشدداً على أن لا استقرار في المنطقة دون قيام الدولة الفلسطينية.
وعلى الصعيد العربي والإسلامي، أكدت القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في الدوحة دعمها للجنة القدس برئاسة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مثمنة دور وكالة بيت مال القدس الشريف في تثبيت المقدسيين.
أما في مجال الأمن السيبراني، فقد افتتحت المديرية العامة لأمن نظم المعلومات الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني بالرباط، حيث شددت الوزيرة نادية فتاح والوزيرة أمل فلاح السغروشني على أن بناء السيادة الرقمية أصبح ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، داعيتين إلى تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات في هذا المجال.
وفي الشق الاجتماعي، كشف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت أن وزارته رقت 133 عون سلطة إلى درجة خليفة قائد خلال سنة 2024، في إطار تحسين أوضاع هذه الفئة وفتح آفاق مهنية جديدة لها.
أما في القطاع الفلاحي، فيرتقب أن يشهد المغرب موسماً قياسياً للزيتون، مع توقع انخفاض أسعار زيت الزيتون إلى حدود خمسين درهماً للتر الواحد، بعد موسم استثنائي في الإنتاج مقارنة بسنة الجفاف الماضية.
اقتصادياً، سجل بنك المغرب ارتفاعاً جديداً في احتياطيات المملكة من العملة الأجنبية، التي بلغت 414,8 مليار درهم إلى غاية 4 شتنبر 2025، بزيادة نسبتها 14% على أساس سنوي، في وقت تحسن فيه سعر صرف الدرهم أمام الدولار والأورو.
دينياً، وجّه أمير المؤمنين الملك محمد السادس رسالة سامية إلى المجلس العلمي الأعلى يدعو فيها إلى إحياء ذكرى مرور خمسة عشر قرناً على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بأنشطة علمية وإعلامية في مستوى الحدث.
إفريقياً، أشاد رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فوستان أركونج تواديرا بالقيادة النموذجية لجلالة الملك محمد السادس من أجل إفريقيا متضامنة ومزدهرة، وذلك خلال افتتاح مائدة مستديرة للاستثمار بالدار البيضاء.
وفي مجال النقل المستدام، أعلنت شركة “يوتونغ” الصينية تسليم المغرب أول دفعة من أصل 723 حافلة حديثة موجهة لخدمة التنقل خلال كأس الأمم الإفريقية 2025، معتبرة الصفقة محطة مهمة في مسار النقل الأخضر.
طبياً، وقعت مجموعة “Uni-Bio Science Group” الصينية اتفاقية مع “Kexing Biopharm” لتسويق علاج مبتكر لهشاشة العظام في ست دول من بينها المغرب، مع توقع بدء تسويقه نهاية 2026، حيث يُنتظر أن يُحدث نقلة نوعية في مواجهة هذا المرض الذي يهدد الملايين.
وبهذا المشهد المتنوع، يظل المغرب منخرطاً في نقاشات جبائية واجتماعية واقتصادية وصحية، متوازياً مع دينامية دبلوماسية وازنة عربياً وإفريقياً، ومبادرات استراتيجية في الأمن السيبراني والنقل والصحة، في وقت تواصل فيه القضية الفلسطينية موقعها المركزي في الوجدان الشعبي والرسمي.



